الخرطوم 21-3-2021 (سونا) نظم مركز الدراسات السودانية بالتضامن مع المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون مساء اليوم أمسية الاحتفال باليوم العالمي للشعر تحت شعار (الشعر والثورة). وأكد الدكتور حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات السودانية أن قدرة الشعر على صنع الثورة والفرح والخلود قدرة فائقة جدا، لافتا إلى قول الشاعر محمود درويش إن الشعر والفنون تهزم حتى الموت، والفنون أيضا تهزم الموت لأنها تدخل في الخلود، موضحا أن الشعر قوت القلوب الذي يحتاج إليه وينهلون من تراث الأجيال السابقة عبره، مبينا أن يوم الشعر العالمي هو من المظاهر اللغوية الثقافية، وأغنى ما تملكه الإنسانية لأنه يخاطبها و تتقاسمه الشعوب وهو حافز للحوار والسلام. وأشار حيدر إلى أن الشعر ثقافة في السلوك والانضباط وتعلموا من شعر الثورة الكثير من المعاني والشعراء زينوا الحياة بأشعار راقية والجدران بما يحفز القلوب، متطرقا إلى أن نبرة الشعر خلال الثورة رغم ما فيها من غضب لكنها عبرت كل مايعوق التقدم والتكبيل لثلاثة عقود خلت، قائلا إن مركز الدراسات السودانية ورغم ظروف التأسيس وبداية عودته إلا أنه لا يفوت فرصة الاحتفال بيوم الشعر العالمي. وقدم الدكتور كمال يوسف محاضرة بعنوان جدلية الاقتراب والاغتراب قراءة في أغنيات الثورة حيث قال إن أغنيات الثورة من السمات البارزة في فعاليات الثورة منذ قيامها وما زالت تترى أغنيات جديدة، مشيرا إلى أنها ذات طابع خاص ذو تجديد وإبداع شبابي، متطرقا ومركزا على ما قام به الشباب من مستجدات وإضافات فيما قدموه من أغنيات باعتبار أنها مختلفة عن الثورات السابقة (اكتوبر وابريل). وابان أن الأغنيات في الثورات السابقة سجلت حدثا انتهى وأتى عقب الثورة وكانت كل الأغنيات احتفالية بما حدث من إنجاز، موضحا أن ثورة ديسمبر أتت أغنياتها مواكبة للثورة نفسها نسبة لطول فترة الثورة وهذا ما يميزها عما سبقها من ثورات، مشيرا إلى أنها كانت أغنيات تسجل وتوثق وتعتبر وثيقة تفاعلت معها الصورة والصوت والجرافيك والتصميم، قائلا إنه في أي وقت من الأوقات القادمة يمكن الاطلاع عليها ومعرفة المقصود منها. وقال الأستاذ نادر السماني في محاضرة مساهمة نقدية عن شعر الثورة للدكتور هاشم ميرغني لا يمكن التفكير في عظمة ثورة ديسمبر وعمقها دون النظر إلى تجلياتها الأدبية، مشيرا إلى أنه من العسير الفصل بين الثورة السودانية والأدب، موضحا أنها دائرة واسعة مثلت الشعارات التي سارت على كل لسان تنخرط في صنع ثورات عديدة وشعارات مكثفة وغنية تتجاوز اللهجات واللغات الشعبية في مقابل اللغة الإعلامية "المتخشبة"، قائلا إنها صنعت سودانا جديدا. من جانبه أكد الشاعر بشير أبوسن أن المتابع لتداعيات الثورة السودانية يجد أن هناك وفرة بصورة ملاحظة للنصوص الشعرية والإبداعات الفنية، لافتا إلى أنها أظهرت مجموعة كبيرة من الأساتذة الشعراء، موضحا أن ثورة ديسمبر حصلت على نوع جديد من الشعر بوجود "الميديا" والوسائط الجديدة مما جعل القصائد تنتشر بصورة فورية وفي متناول الجميع مما جعل هناك نوعا من الحركة الأدبية. وقال إن بداية مشاركاته كانت بقصيدة جيلي أنا (جيل الثلاثين من خرابا واغترابا كلما زدنا قليلا من أمانينا اقترابا زادنا الوقت عذابا). يذكر أن البرنامج احتوى على قراءات شعرية لعدد من الشعراء كأزهري محمد علي وإيمان آدم وبابكر الوسيلة وبشير أبو سن ونجاة عثمان.