الخرطوم، 1 -6-2021 (سونا)- دعت وزارة الزراعة والغابات ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم إلى زيادة الاستثمار في الزراعة والمساعدات الإنسانية في السودان، حيث أظهر تقييم جديد للأمن الغذائي أن هناك رقماً قياسياً من السودانيين سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في موسم الجفاف المقبل. وتشير أحدث نتائج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) للسودان إلى أن 9.8 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 3 وما فوقها من التصنيف الدولي للبراءات) في جميع أنحاء البلاد طوال موسم الجفاف من يونيو إلى سبتمبر. من المتوقع أن يواجه أكثر من 20 في المائة من سكان السودان انعدام الأمن الغذائي الحاد ابتداءً من هذا الشهر، وهو أعلى رقم تم الإبلاغ عنه في تاريخ التصنيف الدولي للبراءات في السودان. يتمثل الهدف الرئيس للسودان، من خلال وزارة الزراعة والغابات، في مكافحة الفقر وتوفير الغذاء للمواطنين، كما أنه يسهم بشكل كبير في الأمن الغذائي للمنطقة. وقال وزير الزراعة والغابات الطاهر الحربي "يمكن تحقيق هذه الإنجازات من خلال الاستثمارات المكثفة في الزراعة بدعم من الحكومة والمنظمات النشطة، وخاصة منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي وشركاء آخرين". تتمثل الأسباب الرئيسة لانعدام الأمن الغذائي في السودان في الفيضانات والجفاف المتكرر والتدهور الاقتصادي والتضخم والنزوح بسبب الصراع. يعتمد اقتصاد السودان بشكل كبير على الزراعة التي تعد أهم قطاع اقتصادي، حيث توظف الزراعة 43 في المائة من القوى العاملة في السودان وتمثل حوالي 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي (تقديرات منظمة العمل الدولية لعام 2019، وتقرير البنك الدولي). ويعتبر السودان من أكبر الدول المنتجة للثروة الحيوانية في إفريقيا والعالم العربي، حيث يسهم قطاع الثروة الحيوانية في سبل عيش 26 مليون شخص على الأقل. وقال باباغانا أحمدو، ممثل "الفاو" في السودان "الإنتاج الزراعي يسهم في تعزيز سبل كسب العيش، وينقذ الأرواح. وهناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية سبل كسب العيش وتعزيز الانتعاش من خلال التدخلات النقدية، والتغذية التكميلية للماشية، واستعادة وسائل وسبل كسب العيش وحزم الزراعة". وقد كشفت أحدث نتائج التصنيف الدولي للبراءات أن انعدام الأمن الغذائي الحاد موجود في 10 ولايات من أصل 18 من حيث عدد الحالات ونسبة السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي مقارنة بولايتين فقط في تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من يونيو إلى أغسطس 2019. وقال إيدي رو، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في السودان: "مطلوب اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح، وهذه هي أولويتنا بصفتنا برنامج الأغذية العالمي، لا يتعلق الأمر فقط بإنقاذ الأرواح؛ يتعلق الأمر بتغيير الحياة". وأضاف "يجب على جميع الشركاء - الأممالمتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية والحكومة والقطاع الخاص، بما في ذلك المستثمرين المحتملين، أن يتحدوا معاً للحد من انعدام الأمن الغذائي في البلاد حتى نتمكن من القضاء على الجوع بحلول عام 2030". تم إصدار هذا التحليل الأخير IPC بعد أسبوع واحد فقط من اجتماع رفيع المستوى في باريس، استضافه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي دعا إلى إصلاحات اقتصادية أوسع. وتؤكد المستويات المرتفعة لانعدام الأمن الغذائي على الحاجة إلى الاستثمار في القطاع الزراعي والإنتاجية في السودان. وقال أحمدو "يجب التأكيد على خلق مناخ استثماري للقطاع الخاص ليشارك بنشاط في الزراعة والأعمال التجارية الزراعية على جميع المستويات من أجل تمهيد الطريق أمام صغار المزارعين وأصحاب الصناعات الزراعية للعب دور مهم في تطوير قطاع الزراعة".
