لندن 6-9-2022(أ ف ب)-فازت ليز تراس الاثنين في السباق إلى رئاسة وزراء المملكة المتحدة لتخلف بذلك بوريس جونسون بعد شهرين من استقالته، فيما تنتظرها مهام عاجلة ولا سيما معالجة أزمة ارتفاع كلفة المعيشة. وستصبح تراس (47 عامًا) الثلاثاء ثالث امرأة تدير الحكومة البريطانية، بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي. وكما كان متوقعاً، فازت وزيرة الخارجية أمام زميلها وزير المالية السابق ريشي سوناك بعد تصويت بالبريد مخصّص لأعضاء حزب المحافظين بدأ في أوائل يوليو، على اثر استقالة بوريس جونسون الذي حاصرته فضائح متكرّرة. حصلت تراس على 81326 صوتاً (57%) مقابل 60399 صوتاً لمنافسها (43%)، وفقاً للنتائج التي أعلنها غراهام بايدي المسؤول عن تنظيم التصويت. ولكن تراس، التي ظلّت وفيّة حتى النهاية لبوريس جونسون في الوقت الذي سُجّلت فيه استقالات بالعشرات من السلطة التنفيذية في بداية يوليو، ستدخل داونينغ ستريت في سياقٍ اقتصادي واجتماعي متفجّر بسبب تضخّم يتجاوز 10% وارتفاع في فواتير الطاقة يخنق العائلات والشركات والخدمات العامة. ويأتي توقيت هذه المهمة الصعبة قبل عامين من الانتخابات التشريعية، بينما تأمل المعارضة العمالية التي تتفوّق بشكل واضح في استطلاعات الرأي، في إزاحة المحافظين الموجودين في السلطة منذ العام 2010. - دعوة إلى الوحدة - بعد الإعلان عن فوزها، قالت تراس "سأقدّم خطّة جريئة لخفض الضرائب وتنمية اقتصادنا". وأضافت "سأعالج أزمة الطاقة عبر الاهتمام بفواتير الطاقة لدى الناس، ولكن أيضاً من خلال الاهتمام بصعوبات إمدادات الطاقة على المدى الطويل. ووعدت ب"فوز كبير" لحزبها في الانتخابات التشريعية المقرّر إجراؤها سنة 2024. وبانتخابها زعيمة للحزب تتولى تراس الحكم نظرًا للأغلبية التي يتمتّع بها المحافظون في مجلس العموم، وفقاً للنظام البرلماني البريطاني. من جهة أخرى، سيتعيّن على تراس التعامل مع ظل بوريس جونسون الذي يفضّله عدد من أعضاء حزب المحافظين، خصوصاً الذكور والبيض وكبار السن، وذلك بينما لم يستبعد رئيس الحكومة المنتهية ولايته العودة إلى السياسة.