- قدم الدكتور احمد صباح الخير رزق الله الأستاذ بجامعة امدرمان الإسلامية ورقة بعنوان(تجارب سودانية في مكافحة الفقر) وذلك بمنتدى الشعوب الإفريقي الصيني الثالث المنعقد حاليا بقاعة الصداقة حيث أكد أن مفهوم الفقر هو عدم حيازة المورد أو الثروة المتاحة المادية منها وغير المادية مما يمثل عدم قدرة الفرد علي إشباع الحاجيات مثل( المأكل والملبس والمسكن) ويسمي الفقر المطلق أو في مستوي إشباع الحاجيات الأساسية وتدني المعيشة ونوعية الخصائص وقدرات الأفراد والجماعات داخل المجتمع ويسمي (الفقر النسبي) . وأضاف رزق الله أن للفقر معاني ثلاثة وهي الفقر الاجتماعي وهو لايعني عدم المساواة الاقتصادية الناتجة عن نقص الدخل ، والمعني الثاني هو (العوز والحاجة) ويقصد به فئة من الناس غير القادرين علي تأكيد وجودهم علي المستوي التقليدي ، والثالث (الفقر الأخلاقي) وهو يوجد في نسق القيم او المجتمع ويشير هذا الي ما اذا كان الفقر مقبولا اجتماعيا وأخلاقيا، من هنا يعتبر الفقر من المشاكل الاجتماعية التي تجب مواجهتها خاصة وأن الفقر ظاهرة عالمية لها آثارها الكبيرة والهدامة وسط المجتمعات خاصة دول العالم الثالث . وأضاف رزق الله أن ظاهرة التمويل الأصغر تعتبر من الأساليب الناجحة التي طبقها السودان لتخفيف حدة الفقر والبطالة في المجتمع حيث انه أدى الي زيادة ملحوظة في دخل الفقراء وتزويدهم بالفرص التي تساعدهم علي تحسين حياتهم المعيشية . وقال إن من أوضح أثار الفقر علي المجتمع السوداني زيادة نسبة الحروب والصراعات ، الركود الاقتصادي، تدني الدخل والبطالة ، ارتفاع نسبة الوفيات تردي الأوضاع الصحية للفرد والمجتمع، التدهور البيئي، التوزيع غير المتكافئ لمشروعات التنمية والبناء، ارتفاع تكاليف السكن، عجز الفرد عن تلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء والمأوى. وأرجع الدكتور أسباب الفقر في السودان إلي النزاعات الطويلة وسياسات التنمية للمناطق الحضرية بالإضافة إلي الديون والعقوبات الاقتصادية . وقال إن من أهم التجارب السودانية في مكافحة الفقر تتمثل فى المساعدات المادية والعينية من المنظمات الخيرية ومنظمات الأممالمتحدة والمنظمات العربية بالإضافة الي تجربة ديوان الزكاة واستقلال الجهاز المعني بالزكاة وتطبيق النظام الفيدرالي في إدارة الزكاة وكفالة طلاب العلم والأيتام والتأمين الصحي ومعالجة التشرد وتأهيل الخريجين ودعم العلاج ومشروعات المياه والتعليم ومشروع الراعي والرعية ومراكز تنمية المرأة الريفية وتمليك وسائل الإنتاج الفردية والجماعية ومشروع الدعوة ودرء أثار الكوارث وتوزيع القوت علي الفقراء والغارمين ومساعدة المعاقين ومشروع دعم الزواج وغيرها من المشاريع . واوصى الدكتور صباح الخير بالابقاء علي مشاريع ديوان الزكاة وتحريك الأوقاف وتوسيع مشروع الأسر المنتجة والاهتمام بالتدريب والتأهيل والتنسيق بين الجهات العاملة في مشاريع الإنتاجية وتوعية المستفيدين من مشروع الأسر المنتجة .