تدخل الجيش الباكستاني لتهدئة الاضطرابات السياسية الدائرة في البلاد على خلفية خلافات بين رئيس الوزراء والمعارضة التي تطالب باستقالته. وجاء ذلك عقب مجموعة من التطورات مساء الخميس شملت اجتماعات منفصلة لكل من المعارض البارز ولاعب الكريكيت السابق عمران خان ورجل الدين طاهر القادري مع رئيس اركان الجيش الباكستاني رحيل شريف. وكان القادري خاطب حشدا من المتظاهرين في ساعة متأخرة الخميس قائلا إن الجيش عرض التوسط في الأزمة وهو اقتراح تبناه على الفور. وقال للآلاف من أنصاره الملوحين بالأعلام "طلب منا قائد الجيش منحه 24 ساعة لحل الأزمة". وتحدث خان بعدها ليؤكد على تصريحاته. وأضاف القادري "سيضع الجيش حزمة من مطالبنا وسيضمن تنفيذها." واعتبر خبراء التدخل بمثابة "سبة في جبين العاملين في السياسة في البلاد". وتشهد باكستان مظاهرات حاشدة منذ أكثر من أسبوعين مع اعتصام الآلاف من أنصار خان وقادري أمام مقر البرلمان مطالبين رئيس الوزراء نواز شريف بالاستقالة. ويأتي التدخل كمؤشر على الإنهاء المحتمل لأزمة زعزعت استقرار البلاد التي شهدت انقلابات عدة عسكرية من قبل. وأخفقت المحاولات الرامية لإنهاء الأزمة من خلال المحادثات مما دفع الجميع إلى طريق مسدود وتصاعد شبح العنف بينما احتشد الآلاف من النشطاء الذين أوشك صبرهم على النفاد مسلحين بالعصي في قلب إسلام أباد على الرغم من الحر اللافح. واتهم بعض المسؤولين في إدارة شريف الجيش نفسه بتنظيم الاحتجاجات بوصفها وسيلة لإضعاف رئيس الوزراء. وللجيش الباكستاني تاريخ في التدخل في سياسة البلاد كما يعتقد الكثيرون أن مصير الحركة المناهضة للحكومة يصب في نهاية المطاف بيد الجيش.