حذر خبير في شؤون النفط من تراجعات حادة يشهدها سوق النفط في ظل اضطراب الأسواق وارتفاع كمية المعروض، وعدم التفاؤل في مستقبل أسواق المال، وبسؤاله حول استمرار انخفاض الأسعار في ظل التخفيضات التي تعرضها الدول المنتجة لأوروبا، أجاب بالقول "إن نفط الخليج عموماً بلغت سعر الأربعين دولاراً للأسواق الأميركية وهي تعتمد على نوعية الطلب ". وحذر الخبير كامل الحرمي في اتصال مع "العربية.نت" من استمرار تراجع الأسعار دون الخمسين دولاراً، وقد يبلغ القاع نحو 43 أو45 دولاراً للبرميل، وذكر أن عمليات البيع والشراء تتم وفق تاريخ الشحن ومدته المعروفة وبعض الصفقات تتم بخصومات كبيرة مع دفع "الكاش"، وقال إن هناك تسابقاً في السوق على الحصص وقد تجري عملية تصحيح للأسعار لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل ". يشار إلى أن السعودية أجرت تخفيضات كبيرة في الأسعار الشهرية لنفطها الخام العربي الخفيف إلى المشترين في أوروبا في خطوة قال محللون إنها ترجع إلى حرص المملكة على حماية حصتها من السوق وفي الوقت نفسه خفضت الأسعار إلى شركات التكرير في الولاياتالمتحدة وزادت الأسعار لزبائن آسيا وفقاً لما ذكرت "رويترز". وقالت شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في بيان إن السعودية خفضت سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف إلى شمال غرب أوروبا 1.50 دولاراً للشحن في فبراير، بالمقارنة بالشهر السابق إلى المتوسط المرجح لأسعار خام برنت منقوصاً منه 4.65 دولارا للبرميل أدنى مستوى له منذ عام 2009. وقال جين ماكجيلان كبير المحللين في مؤسسسة تراديشن إنرجي في ستامفورد بولاية كونيتيكت "هذه الخطوات تعزز الاعتقاد بأن السعوديين لا يريدون أن يفعلوا شيئا لإعادة توازن مستويات الأسعار. إنهم يريدون الحفاظ على حصتهم في السوق." ورفعت أرامكو أسعار البيع الرسمية لخامها العربي الخفيف إلى المشترين في آسيا -وهي أكبر أسواقها الإقليمية الثلاث- لشحنات فبراير 60 سنتا عن مستواها في يناير إلى متوسط أسعار خامي عمان ودبي مطروحاً منه 1.40 دولار للبرميل. وانخفض السعر الرسمي للخام العربي الخفيف إلى زبائن الولاياتالمتحدة للشهر الخامس على التوالي إلى مؤشر أرجوس مضافا إليه 0.30 دولار للبرميل منخفضا 60 سنتا عن الشهر السابق. ورأى كثير من المحللين تحرك المملكة لخفض أسعار بيعها الرسمية على أنها مؤشر على عزمها التخلي عن جهود تعزيز أسعار النفط المتهاوية والتركيز بدلا من ذلك على الحفاظ على حصتها في الأسواق الرئيسية. مهما يكن من أمر فإن بعض المحللين قالوا إنهم يرون التغييرات في الفروق التفضيلية للأسعار الشهرية تعبيراً عن تدهور أوضاع الأسواق. وقال أحد سماسرة النفط إن التخفيضات في أسعار الشحنات إلى آسيا قد تكون نتيجة لمحاولة التغلب على منافسة صادرات غرب إفريقيا من النفط إلى أوروبا. وأظهر مسح استقصائي ل"رويترز" أنه من المتوقع أن تهبط صادرات غرب إفريقيا من النفط الخام إلى آسيا إلى نحو 1.69 مليون برميل يوميا في يناير من المستوى المزمع والبالغ 1.93 مليون برميل يوميا في ديسمبر.