1 -8- 2015 م(وكالات )- قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، إن سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها المستوطنون وجنود الاحتلال الإسرائيلي، هي التي شجعت المستوطنين على حرق الرضيع علي دوابشة وأسرته وهم أحياء، فجر أمس الجمعة في قرية دوما بمحافظة نابلس. وهذه هي الحادثة الثانية التي يتم فيها إحراق طفل فلسطيني حي حتى الموت على يد مستوطنين إسرائيليين في غضون عام تقريبا، بعد حادثة حرق الطفل المقدسي محمد أبو خضير (16 عاما) حيا في الثاني من يونيوالعام الماضي. وقال شاهد العيان إبراهيم دوابشة في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه سمع أصوات استغاثة صادرة من منزل جاره سعد دوابشة في حوالي الساعة الثانية فجرا، وعندما هب للمساعدة شاهد شخصين ملثمين ينحنيان صوب المواطن سعد دوابشة وزوجته رهام وهما يحترقان، فيما بدا أنهما يتحققان من موتهما، في حين سمعت أصوات استغاثة صادرة عن طفل داخل المنزل المحترق. وأضاف: "رأيت جاري سعد ملقى على الأرض مشتعلا، وكان بالقرب منه شخص طوله تقريبا 170 سم يرتدي قناعا أسود اللون مع فتحات على الأعين والفم وقميصا أسود وبنطال جينز كحلي اللون، ورأيت رجلا آخر بنفس المواصفات تقريبا بالقرب من رهام التي كانت ملقاة خارج المنزل مشتعلة أيضا". وذكرت مصادر إعلامية أن المهاجمين فرا من ساحة الجريمة باتجاه مستوطنة "معاليه أفرايم" وهي واحدة من ثلاث مستوطنات تحيط بقرية دوما. وأوضح دوابشة أن طواقم الدفاع المدني هي من أخرج جثمان الرضيع علي وقد كان متفحما بالكامل، بعد أن استغرقت عملية إخماد الحريق 10 دقائق تقريبا. وأشار إلى احتراق منزل المواطن مؤمن رشيد دوابشة، أيضا، الملاصق لمنزل سعد، إلا أنه كان خاليا لحظة احتراقه، مبينا أنه شاهد عبارات باللغة العبرية خطت على جدران المنزلين، منها "يعيش الملك المسيح". نقلت عائلة المواطن سعد دوابشة إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، ومن ثم جرى تحويلها إلى مستشفيات داخل أراضي عام 1948، وحسب بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حالة الوالدين دوابشة خطرة، حيث يعاني الوالد من حروق بنسبة 80%، بينما تعاني الأم من حروق بنسبة 90%، في حين وصفت حالة طفلهم أحمد بالمستقرة. وقال مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار "إن هذا الاعتداء يؤكد أنه ما عاد هناك مكان آمن للأطفال الفلسطينيين، حتى في منازلهم"، مضيفا أن "الأطفال عادة ما يكونون ضحايا لهذه الاعتداءات المستمرة والإرهابية على أيدي المستوطنين". وتابع قزمار "أن انتقاد هذه الأعمال من قبل إسرائيل هو مؤقت ولذر الرماد في العيون تجنبا للانتقادات الدولية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن سياسات دولة الاحتلال بتشجيع الاستيطان وتوفير الحماية والحصانة لمرتكبي الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين أدت إلى خلق مناخ لتشجيع تنفيذ مثل هذه الأعمال الإجرامية". وأشار قزمار إلى حادثة مهاجمة مستوطنين صباح اليوم السبت لمزارعين في قرية قصرة جنوب نابلس، قائلا "إن هذا يؤكد على أن المستوطنين مستمرون في اعتداءاتهم برعاية وحماية جنود الاحتلال، وكذلك قتل الطفلين ليث الخالدي(15 عاما) من مخيم الجلزون، ومحمد المصري (16 عاما) من بيت لاهيا، أمس على يد جنود الاحتلال، يؤكد أن كل تصريحات القادة الإسرائيليين تضليلية". ويذكر أن حكومة الاحتلال وافقت الأسبوع الماضي على بناء 504 وحدات استيطانية في القدس الشرقية و300 وحدة في مستوطنة "بيت إيل" بالضفة الغربية. وتشير إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى توثيق ما يقارب من 2500 اعتداء من قبل المستوطنين منذ عام 2006، من ضمنها 324 في عام 2014 لوحده.