يحمل السودان في تضاريسه الكثير من التداعيات المرتبطة بالحرب ، ومن هذه العناصر الفاجعة ، أطفال الحرب ، نعم أطفال الحرب ، والمقصود بهؤلاء الصغار ليس الاشخاص الذين أشعلوا نيرانها المؤججة وجلسوا على ( تلها ) يتباكون ويرفعون عقيرتهم ب( طبل العز ضرب يالسره ) ، وانما المقصود بهؤلاء الأطفال الذين شاكوا في الحروب التي درات رحاها في السودان طيلة الثلاثين سنة الماضية ، وكذلك الصغار الذين عاشوا الواقع الأليم في المناطق الساخنة حيث كانت تدور العمليات في الجنوب قبل ان تكبحها اتفاقية السلام ، للأسف تشير المنظمات الحقوقية الى ان هناك أكثر من 700 ألف طفل شاركوا في حرب الشمال مع الجنوب طيلة العقود الماضية ، وما خفي أعظم ، وهؤلاء الآن أقصد اطفال الحرب رجال بشنبات تربط اجعص جاموس ، إذن نحن في الشمال والجنوب سنعاني من تداعيات مخلفات الحرب المرتبطة بالأطفال لأن العناصر التي شاركت في الحروب في جميع مناطق العمليات الساخنة في الوطن الجريح هم بصراحة مشاريع لإشخاص شربوا من هدير مدافع الهاون والإنفجارات وكل المآسي المرتبطة بالمعارك ، ويؤكد خبراء علم النفس أن الاطفال الذين يشاركون في الحروب اما ان يصبحوا مشاريع إجرامية تسبب القلاقل لمجتمعاتهم او على الاقل سيعيشون أشخاص غير أسوياء في مستقبل حياتهم ويعانون من الإعتلالات النفسية المدمرة ، وفي دول افريقيا جنوبي الصحراء هناك ملايين الأطفال الذين شاركوا في حروب العصابات أو من الذين اجبروا على حمل السلاح مع الجيوش المنظمة ، وطالما اننا من الدول التي تشهد في الراهن هوجة أطفال الحرب ،إذن تعالوا الى لحظة صفاء ، تعالوا نبحث عن طريقة لإبعاد شبح أطفال الحرب ونحاول صياغة واقع جديد لهؤلاء الذين كانوا ( شهودا ) على الموت ، طبعا نحن في جمهورية السودان ولا في جمهورية السودان الجديد لدينا القدرة على تدشين مراكز لعلاج الإعتلالات النفسية التي يعاني منها الأشخاص الذين شبوا وترعرعوا في ميادين القتال ، وعشان كده يا جماعة الخير لا بد لنا أن نكسر شوكة اطفال الحرب ( الكبار ) الذين اعادوا السودان بشقية الجنوبي والشمالي الى المربع الاول من هوجة المعارك اللعينة ، وهؤلاء الأطفال لا ينطبق عليهم مقطع الأغنية الشهيرة ( في عمر الزهور نديانه دابه ) وإنما هم عتاولة شنباتهم ولحاهم تربط معيز الخلا ، ومن الآن فصاعدا ادعوا الى تكثيف سيناريوهات المجتمع المدني ، وكبح جماح العسكر ، ومحاولة تحييدهم في كل ما يتعلق بالوطن في الداخل وتركهم ( زاد وزواده ) لحروب ربما تشتعل في المستقبل بين الشمال والجنوب او بيننا و وجيراننا ، من اجل المياه نعم من اجل المياه لأن الحروب في مستقبل السنوات لن تكون على الحدود فقط ، وانما ستكون حروب مياه عديييييييل كده ، أقول قولي هذا والنيلين الأزرق والابيض سيكونان شاهدين على حروب طاحنة في مستقبل السنوات ، حروب لن يجدي معها إستخدام الأطفال ، ولن تجدي معها سيناريوهات ( الدبابين ) وهو مصطلح لا اعرف من العبقري الذي وضعه في أدبيات الحرب في السودان . ههههههههههه وسلام مربع لمن يحب السلام .