لم يكن التجنيس حاضرا بذهن الإداري السوداني بالأندية الرياضية لولا سوء إدارة شأن اللاعبين الأجانب بالأندية، وتحديدا طرفا القمة، حيث كان التعنت ورفض رفع عدد الأجانب إلى خمسة لاعبين سببا في ظهور التجنيس. وقد كان أول من نادى بضرورة رفع عدد المحترفين إلى خمسة لاعبين بكشف الأندية السودانية هو الأخ صلاح أحمد إدريس رئيس نادي الهلال في ذلك الوقت ،عبر مقترح أدرج ضمن أجندة إحدى الجمعيات العمومية للإتحاد العام في زمان الدكتور كمال شداد! وقد ثنى الأقتراح في ذلك الوقت الأخ جمال الوالي رئيس نادي المريخ، حيث كانت الرؤية مشتركة بضرورة تغذية الفريقين بلاعبين أجانب رفعا للطموح وبحثا عن التواجد الأفريقي المتميز. ولم يكن الأمر جديدا على ساحة كرة القدم، فكل الأندية العالمية، ومن حولنا تلجأ لإستقدام الأجانب بحثا عن التجويد والتجديد ، ورفع الطموح للاعب الوطني بعد إحتكاكه المباشر باللاعب الأجنبي صاحب الطموح الطبيعي في الترقي والوصول إلى أقصى مراحل إحترافية كرة القدم . ولكن كان للدكتور كمال شداد رأيا مغايرا ،يرمي من خلاله الى حماية اللاعب الوطني الذي ستتقلص مساحة مشاركته على حساب اللاعب الاجنبي، وكان الرفض الذي قاد الى فتح باب التجنيس على مصراعيه وبجميع الاندية لا القمة وحدها. تواصل الشد والجذب حول امر التجنيس ما بين معدد للفوائد، وآخر يتحدث عن المضار، وآخرين بين هذا وذاك. ولكن المتفق عليه ان إستقدام الأجانب بالتجنيس أو بجنسياتهم ،أثر بشكل واضح على المنتخب الوطني الذي سيذهب إلى نهائيات الأمم الأفريقية وهو يعاني من وجود المهاجم السوبر الذي يمكنه صنع الفارق وقيادة صقور الجديان في محفل كروي الكلمة العليا فيه للمهاجمين! بنظري ..دخل أمر التجنيس حيزا جديدا ..ونحا منحى آخر ..بحديث قوي أطلقه الامين العام لنادي المريخ الأستاذ عصام الحاج الذي قال أنهم سيتصدون لأمر التجنيس ورفضه تماما! وهذه أول بادرة رسمية تأتي من أحد طرفي القمة، مما يعني تحولاً في القناعات، لأنه في السابق كان الرفض من قبل الأتحاد والإصرار على التجنيس من قبل القمة، وهو ما يعتبر تحولا كبيرا! ويجب أن نسجل هنا ..أن حديث الأخ عصام الحاج يعتبر تحولا كبيرا في مسار التجنيس ..ونرى ضرورة المضي قدما في هذا الإتجاه ودعمه من أجل خلق مساحات واسعة للاعبين الوطنيين، ولا بأس من زيادة عدد الأجانب من ثلاثة إلى أربعة ومنع التجنيس نهائيا! حتى وإن كان لا بد من التجنيس فيجب أن يقلص إلى لاعب واحد فقط بالكشف حتى نصل إلى الألغاء النهائي بعد رعاية المواهب الوطنية وقدرتها على تحمل المسئولية بشكل تدريجي. وليت دعوة الأخ عصام الحاج (التاريخية) تجد الأذن الصاغية من قبل المسئولين بأندية الممتاز، والأتحاد العام، ويكون هناك إتفاق على وضع أطر للتجنيس تحفظ للأندية حق الإستفادة من الأجانب ..ولا يتضرر من ذلك اللاعب الوطني الذي بدأ يتضرر بالفعل وهو ما أنعكس على المنتخبات الوطنية بجلاء ووضوح.