حملت القوى السياسية المعارضة حكومتي الخرطوم وجوبا مسؤولية تدهور الأوضاع بين الدولتين وطالبت بضرورة تحكيم صوت العقل وفتح قنوات الحوار المباشر واستثمار العلاقة التاريخية بين الشعبين لتهدئة الخواطر وقطع الطريق أمام تدويل القضايا العالقة، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي سيفرض إرادته على الدولتين حال فشلهما في حل القضايا الخلافية ولن تستبعد المعارضة لجوء المجتمع الدولي إلى استخدام الفصل السابع للتدخل العسكري في السودان. وشدد محمد ضياء الدين الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في تصريح ل«آخر لحظة» أمس على ضرورة إسراع الحكومة في القيام بجملة إجراءات سياسية وقانونية عبر إعادة الاعتبار للقوى السياسية المعارضة في المشاركة في صياغة مستقبل البلاد والدفاع عنها، منوهاً إلى أهمية قبول مقترح قوى الإجماع الوطني بتشكيل سلطة انتقالية بمشاركة كافة القوى الوطنية من أجل معالجة الأخطاء التي لازمت السياسة الداخلية من أجل تقويتها لمواجهة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبلاد. ومن جانبه حذر علي نايل القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» من خطورة الاستخفاف بالجهات التي قال إنها تقف وراء الجنوب، موضحاً أنه ينفذ أجندتها وأنه لن يتجاوب مع مساعي السلام التي يقودها السودان، لافتاً النظر إلى أهمية الضرب بيد من حديد على الخونة والمارقين وحماية حدود البلاد من أي تدخل خارجي. ومن جهته أرجع السفير نجيب الخير الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة لحزب الأمة القومي توتر الأوضاع بين الجنوب والشمال إلى ما أسماه باتفاق نيفاشا الهش، مشيراً إلى أن المؤتمر الوطني وقع على الاتفاق من أجل الاحتفاظ بنسبة 70% من السلطة في الشمال، وتوقع الخير عودة الحرب مرة أخرى بين الدولتين بسبب ما وصفه بعدم مخاطبة الاتفاق الرئيسي للقضايا الجوهرية بين الجانبين، منوهاً إلى أن الوطني بحاجة إلى نيفاشا جديدة للاتفاق على القضايا الجوهرية بين الطرفين.