الأستاذ عبد الماجد السر.. مدير الإدارة للثقافة بولاية الخرطوم صديقي.. أمنيةً.. أو مجازاً.. أو حتى تهافتاً.. لا يهم.. المهم.. أنا الآن في لحظة أو موقف.. أو حالة.. «ونسة» معك.. ثم لك الود والحب والتحايا.. وقبل أن ينزلق زورقي إبحاراً في نهر رقراق أنيس ومتسأنس.. أو صاخب.. هائل..أومصطخب ومخيف.. دعني أقول :لا أعرفك شخصياً.. ولم ألتق بك كفاحاً.. وهذا ايضاً لا يهم.. المهم هو وضعك الاعتباري وتوصيفك الوظيفي.. وهو أنك تجلس على قمّة.. إدارة الثقافة بولاية الخرطوم.. تلك البعيدة عن قمة الأولمب التي جلس عليها حبيبنا وصديقنا.. وأستاذنا.. «أخو» أستاذتنا.. بل و «رئيستنا» فاطمة.. الشاعر المبدع صلاح أحمد إبراهيم.. صديقي.. رغم أني و «الإنقاذ» خطّان متوازيان لا يلتقيان إلا على كراسة غشيم أو «بليد» ، فقد عرفت اسمك وحتى وظيفتك رغم أني- وأقسم لك بالشعب والأيام الصعبة- لا أعرف أحداً من كل حكومتكم.. حكومة ولاية الخرطوم ،غير الوالي شخصياً الدكتور عبد الرحمن الخضر.. والآن لك أن تسأل في دهشة «طيب» كيف عرفت اسمي وموقعي الوظيفي.. رغم أني لست معتمداً ولا وزيراً؟؟ من حقك أن تسأل ، ومن حقي عليك أن أجيب.. الإجابة.. إنها الصدفة وحدها.. عرفت اسمك.. وعرفت وظيفتك.. وسمعت حتى صوتك، فقد كان عبر «الراديو»، وأنا أبدأً النوم ،أو أحاول أن «أتحايل» على النوم وعلى صدري جهاز الراديو الذي أغسل بواسطته وبعرق السهر أحزان النهار ورهق الحياة.. وجراحات الأحبّة في الإنقاذ التي تنتاشنا بها في قسوة وفي غير رحمة سواعد «الإخوان». ولأن الراديو.. على صدري.. ولأنني «سهران والكون كلو في صدر الليل نايم» ولأنني.. قلق.. عديم الصبر.. لا يعجبني العجب ولا الصيام إلا في «رمضان» أنيب عن نفسي وروحي وذاتي «أصابعي» تلك المتمردة.. والتي تبحث عن الضياء والإشراق.. و«تقتنص» مطاردةً للجمال والإبهار.. تزحزح في رفق وأناقة مؤشر «الموجات».. ويومها ذاك.. توقفت فجأةً في محطة جمال ، وقفت منه «غزالة» العبادي «في موقف المفضوح».. وكانت محطة ثقافية في إذاعة المساء «101F.M» طفلة البديع الصديق أنيق المفردة جزل العبارة حسين خوجلي.. وبهاء الطفلة.. يطل أنيقاً من «تسريحة» طفولية مدهشة.. و«فيونكات» تنتهي في بهاء عند خصل الشعر.. البرنامج كان عن «الثقافة» ، ثقافة الوطن النبيل المدهش البديع.. والتقديم أو من خلف المكرفون كانت «ماريا» التي لا أعرف عنها الكثير.. وإن كانت في تلك السهرة المترفة رزازاً منعشاً وأنيقاً.. أنبت في تربة روحي.. أزهاراً رائعةً على ضفتي النهر العظيم.. كانت الأخرى «ابتهال» التي أعرفها جيداً.. أعرف أنها سحابة حبلى بالمطر.. تعلن أبداً عن قدومها.. أو مواسم فرحها «ببراق قبلي» أو هو «عبادي» لا يكذب على إنسان.. أو وادٍ أو حيوان.. ما أن أسمع أو أستمع إلى صوت «ابتهال».. حتى يلمع في مؤخرة «دماغي» بل يأتي حاضراً أنيقاً الحبيب النبيل «علي عبد القيوم» وتأتي معه «بسيماتك» وأنجذب كما الصوفي و «وردي» يردّد في فرح.. «بسيماتك تخلي الدنيا شمسية».. وما أن ينساب- دوماً- صوت «ابتهال» في إذاعة أو فضائية يأتي معها أيضاً.. دوماً.. صوت «وردي» وهو ينشد.. بسيماتك تخلي الكون خمر عربيد وفرحة عيد.. ورعشة نور مكحلة بي ستاير الليل.. وغايتو .. يا حسين خوجلي.. دعني أشد على يديك و «أهنيك» وجيت أقول مبروك عليك.. ابتهال.. إنها ملكة أو مفاجأة التسجيلات.. فقد اصطادت «المساء» فراشةً ملونةً.. لا تعرف غير التحليق.. على هامات الزنابق والأزهار.. وتبدأ.. الرحلة.. وينزلق الزورق.. وبكرة.. نبدأ..