على الرغم من التطور الذي يشهده العالم، والثورات الصناعية والتكنلوجيا الحديثة، إلا أن هناك أشياء كثيرة احتفظت بمكانتها وصمدت في وجه التطور لتبقى أصلاً ثابتا ووجها للصناعة الوطنية والتقاليد المحلية واحدة من تلك الصناعات الصامدة هي صناعة المراكيب والشباشب الجلدية قامت آخر لحظة بجولة في سوق ليبيا الذي يعتبر من اكبر الأسواق في صناعة وبيع المراكيب الجلدية في السودان، حيث كشف عدد من أصحاب المحلات والتجار عن استخدامهم لكل أنواع الجلود المحلية، وأحيانا المستوردة ونجد بأن الأصلة السودانية هي الأفضل بين الأنواع ولكن لقلة الصيادين يتم الاستيراد من نيجيريا وعدد من دول افريقية أخرى على الرغم من ارتفاع أسعارها وقلة جودتها كما تستخدم كل أنواع جلود الحيوانات المحلية من ماعز وبقر وتدبغ وتلون محلياً في السودان، وأشهر الأنواع هي الجنينة الأصلة الثعبان-الثعبان الصناعي-القطيفة -الكتمبور-الفيزجاني ومراكيب اخرى من القماش الخالص لمرضى ا لسكري، ويعتبر مركوب الجنينة الأول بين جميع الأنواع وهو الوحيد المحافظ على شكله وتصميمه ونوعية المواد الخام على مر السني،ن ولا يستطيع احد صناعته في الخرطوم فهو يجلب من دارفور من الجنينة والفاشر ونيالا فقط لاغير مصنوعاً من الجلد الخالص حتى الأرضية ولاتدخله اي مواد صناعية، وهو الأجود على الإطلاق ويعيش عمرًا طويلاً ويتراوح سعره ما بين 100-120 جنيهاً ويعتبر مركوب الثعبان الأعلى سعرًا حيث يصل الى 220 جنيهاً نسبة لارتفاع سعر الجلد المستورد، وهناك ثعبان تقليد!!! هو أقل سعرًا حيث تطبع الألوان على جلود الماعز لما يشبه الثعبان، وهو الأكثر مبيعاً والقطيفة هي قماش مبطن بجلد الماعز ويتراوح ما بين 60-70 جنيهاً أما الكتمبور فهو شعر غنم مدبوغ بطريقة خاصة يتحمل حسب الإستخدام، وقد تعيش لستة أ شهر في حالة الإستخدام الخفيف وسعرها ما بين 17-25 جنيهاً -الفيرياني هو تصميم يستخدم كل أنواع الجلود والمشمع أما مراكيب السكري فهي قماش فقط ما بين (15-35) وأكد التجار بأن صناعة المراكيب لم يحدث فيها تطوراً كبيراً غير أن الناس دائماً ما تميل الى الخفيف الأقل سعرًا وكل التطور حدث في تصميم الفيزجاني وقبل 12 عاماً تقريباً أدخل السوق (المركوب جياد والسكري والصفصاف) وكثيرًا ما يتم تقليد المستورد حسب رغبة الزبون واحياناً يصنعون مراكيب بمقاسات كبرة جدًا «46 و48» تلبية لطلبات خاصة. محمد أحمد محمد صاحب محل قال: إن الإقبال الأكثر من الشباب الوسط ما بين (30-40) وهم الأكثر بحثاً عن المواصفات والتصاميم الخاصة ويكثر الإقبال على تقليد المستورد، أما عن الجودة فذكر إنها حسب التخزين والصناعة. وفي أفضل الحالات تعيش لستة أشهر بعد التخزين الشديد لأن مادتها ضعيفة و(قدر ظروفك) وجودة الصناعة تتوقف على الزبون فقد يطلب أحد مثلاً مركوباً ب«60 »جنيهاً بينما يطلبه آخر ب200 جنيه. الصادق أحمد مصنع وصاحب محل يرى أن أكثر الزبائن هم سكان الخرطوم وفي التصدير للولايات فالولاية الشمالية هي الأكثر استهلاكاً تليها الولايات الشرقية، ولا يصدر لدارفور بل يستورد منها وذكر أنه في بعض الأحيان يحدث ركود في السوق.