تلقت أسرة عبد اللطيف، مراسل «آخر لحظة» بشندي، ما يفيد بأنه على قيد الحياة بعد إعلان استشهاده في المعارك التي سبقت تحرير أبي كرشولا. وكشف أحد أشقائه ل«آخر لحظة» تفاصيل قصة ستعيد ترتيب أوراق الأسرة من جديد لتبدأ رحلة بحث أخرى بعد أن تلقوا النبأ الأول بكل إيمان وصبر واحتساب، وتحولت دار الأسرة نهار أمس بمربع «23» بحي الثورة شندي من تلقي التعازي لاستقبال التهاني بالدموع والدعوات له بالعودة إلى أهله وأسرته وأطفاله الصغار. ويقول شقيقه عبد الجليل عبد السلام إن القصة بدأت عصر أمس حيث رن هاتفه وكان على الخط متحدث يسأله هل أنت شقيق عبد اللطيف ويخبره بأنه بخير ووقع في الأسر لدى حركة العدل والمساواة وأنه يتعالج من إصابة برجله ويتلقى معاملة حسنة، وسأله المتحدث الذي أخبره بأنه من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة الفاشر عما إذا كان قريباً من هذه المدينة إلا انه أفاده بوجوده في شندي وعندها طلب منه التوجه لمكتب الخرطوم لمزيد من المعلومات.. ويمضي «عبد الجليل» في سرد تفاصيل القصة ويقول إنه لم يخبر أفراد الأسرة بشيء وأخطرهم بأنه ذاهب للخرطوم لغرض ما، ووصل متأخراً وصباح أمس ذهب برفقة بعض أفراد الأسرة المقيمين في الخرطوم لمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالخرطوم ووجدوا استقبالاً طيباً واستفسرهم أحد الموظفين حول طبيعة المكالمة التي تلقاها حيث أكد له الأخير إنها فعلاً من مكتب الفاشر، وذهب بهم لأحد المكاتب حيث استقبلتهم المسؤولة عن شؤون المفقودين وأكدت له صحة ما ورد في المكالمة وأخبرته باسم شقيقه رباعياً «عبد اللطيف حسن عبد السلام مقبول» وبرقمه الذي يحمله وأنه أسير لدى العدل والمساواة وأن هناك ما يفيد بأنه يعالج من إصابة في رجله ويعامل وفق القانون الدولي، وشرحت لهم بعض مهام الصليب الدولي والمتمثلة في زيارة أسرى الحرب والمحتجزين والبحث عن المفقودين ونقل الرسائل متى ما توفرت إليهم أي معلومات أو تطورات، وقامت بتزويدهم بتلفونات المكتب، مؤكدة استعدادهم لتوفير أي معلومات في حالة حصولهم عليها، وطلبت إبلاغ أفراد أسرته بهذه التطورات. ومساء أمس أجرت «آخر لحظة» اتصالات تلفونية واستطلاعات مع أفراد أسرته، وقالت والدته هلبة خالد بأنها مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودعت بأن يفك أسره. وتحدث بفرحة شديدة خاله سلمان خالد، وقال شقيقه عبد الرحيم إنهم تلقوا الخبر بفرحة كبيرة وإن المنزل امتلأ مرة أخرى بالمهنئنين من الأهل والجيران من شندي ومربعاتها، ولم تسكت تلفوناتهم من داخل وخارج السودان بعد أن سرى الخبر كالنار في الهشيم. وقال جده بانقا محمد حسن إنهم تلقوا النبأ بفرحة شديدة، وقالت خالته نور فتاح إنهم أطلقوا التكبيرات والزغاريد من قرية مويس المجاورة وذهبوا مرة أخرى لشندي بعد سماعهم بالخبر. وقال طارق عبد الحفيظ رئيس اتحاد المكفوفين حمداً لله على السلامة جاءنا ما يفيد أنه بخير وتحقق النصر وعمت الفرحة دار المكفوفين وأسرهم من الصغار والكبار، وهم في كل السودان يعرفونه، فالحمد لله الذي أرجعه بالسلامة، وكنا نخطط لإقامة حفل تأبين، ونتمنى أن نقوم قريباً بإعلان حفل عودته. وفي قصص الحرب هنالك الغريب والمثير والأقرب للخيال، ومن ضمنها قصة الشهيد الحي الأستاذ عبد اللطيف الحسن عبد السلام مراسل صحيفة (آخر لحظة) بمدينة شندي بولاية نهر النيل، عندما جاءت أنباء من مصادر رسمية عن استشهاده بمناطق العمليات بولاية جنوب كردفان بعد إعلان انتصار القوات المسلحة السودانية على قوات الجبهة الثورية المتمردة بمنطقة أبوكرشولا، وفي عصر الثلاثاء الموافق28/5/2013م، وبعد نشر خبر استشهاده زار نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف مباني (آخر لحظة) وبصحبته الأستاذ ياسر يوسف أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني بجانب مدير مكتب النائب زهير حامد، مقدمين واجب العزاء في استشهاد مراسل الصحيفة، وقد زار (آخر لحظة) أيضاً وزير الدولة بوزارة الداخلية رئيس حزب الأمة المتحد الأمير بابكر دقنة وعدد من قيادات الحزب وقدم واجب العزاء لأسرة الصحيفة وتحدث عن دور الإعلام والصحفيين في الزود عن القيم الوطنية. وفي منزل الأسرة بشندي قدم واجب العزاء معتمد محلية شندي حسن الحويج واللواء ركن السر حسين قائد الفرقة الثالثة مشاة وأحمد حسن نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية شندي ومنسق الخدمة الوطنية والدفاع الشعبي ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالولاية وأفراد الجهاز بالمحلية وإدارة شرطة مرور المحلية، ورفع العزاء بحفل تأبين للشهيد تحدث فيه عدد من قيادات المؤسسات ورابطة المراسلين الصحفيين بالمحلية وكافة فعاليات المجتمع وبعد مرور ثمانية عشر يوماً من خبر استشهاده تعود الأنباء مرة أخرى لتؤكد أنه حي يرزق. فسبحان الله الذي بيده ملكوت السماوات والارض.