إذا كان (الجرس) عند بعض الديانات.. قل (المسيحية) هو إشعار وتوجيه لأداء العبادة عندهم.. ولأنهم بها صاروا يحبون المسلمين أكثر من غيرهم من الديانات ولأنهم أشد الناس محبة ومودة للذين آمنوا وإن أخلصوا سيتناصرون كلهم على الحق.. وفي ذات الصياغ تجد أن (الجرس) أتخذ رنة قوية مستمرة ضحى لانتظام الدراسة بمدارسنا من الاساس إلى شهادتنا الثانوية لدخول التعليم الجامعي.. حيث يستعاض عنه (أي الجرس) بتسمية القاعات والمنابر والمدرجات بالمعاهد والجامعات رصداً واستيعاباً للمحاضر النابه في مادة تخصصه المسماة.. وهي معلومة التوقيت بالساعات.. وهنا قد عادت بي الذاكرة للعام (1970) حين كنت بمدرسة خور طقت الثانوية بالابيض- كردفان- إذ نظمت شعراً قصيدة اسميتها (ماذا يقول الجرس) لنا نحن جميعاً.. - أي الانتظام والعلمية.. والأدب الرزين في تلك المدرسة العملاقة فما كان من أخي الوزير (محمد بشارة دوسه) وزير العمل والمهتم بقضايا وطمأنينة السودان- وخاصة دارفور- فما كان منه إلا أن أعلمني بالمبادرة المكانية والزمانية بالشقيقة (تشاد) لإصلاح ذات البين السوداني وكان ابن (أم بدة) بأم درمان (إدريس دبي) رئيس الدولة يشير إلى اهتمامه بواقع واستقرار السودان فقال (أي دبي) أنا أُسر وأرضى أن يأتي عندي في هذا العام (2013) بضاحيتي الشرقية وسط الجبال والتلال الجميلة (أم جرس) أن يأتي الفرقاء من السودان لايجاد مخرجاً ومعابر للمصالحات لتتشابك أيدينا كلنا للرقي والتقدمية والتحضر وابراز الخير للآخرين.. فكانت مبادرة ذكية وطنية راقية وكانت تمهيداً للمبادرة الأخيرة هذه.. حيث جلس الفرقاء في ظل حكومتي تشاد والسودان.. جلسوا (بأم جرس) التشادية في (25 مارس) حتى (30 مارس) لعامنا (2014م) وقال لنا (دوسة دبي) شقيق الرئيس.. قال إن (أم جرس) مدينة نامية أنيقة بأريافنا الشرقية غربكم هنا.. وهي (أي أم جرس) تتشبه بأخواتها مثل (أم دخن).. (أم درمان).. (أم دافوق).. (أم روابة) وكلكم تعشقون وتتشوقون لمصطلح (أم..)- (أم..) وبهذه المترادفات أوجد الأخ/ الرئيس (عمر البشير) توليفة فيها الحركات المتفرقة من دارفور أوالمتشاكسون ببطون القبائل للجلوس للتقارب والتصالح والتفاهم.. إذ الصلح خير كله أبداً.. وهو (أي البشير) يتحفهم بالمقولة الشعبية (فكة الريق مسمار القلب- والعصا من الكلب والسكين من السلب- والبيابا الصلح لابد ينغلب) وهكذا.. وبذات الأبعاد التي تلاحمت عليها الأيدي (بأديس) أو (الدوحة) أو بعض الدول المجاورة الأخرى كذلك بسط الرئيس (إدريس دبي) بأريحية يده ليربط حدود البلدين وتبنى بنفسه المبادرة وعقد المؤتمر التصالحي.. فكان أن تداعت مجالس الشورى للقبائل والإدارات الأهلية.. والزعامات والفعاليات يحوط بهم الدستوريون من الدولتين ورئيس السلطة الاقليمية بالسودان وولاة الولايات بدارفور والوزراء والهيئة التشريعية وبتشريف الرئيسين (إدريس دبي) و (عمر البشير) ليكون التمثيل من البلدين فوق (500) مشاركاً وحاضراً بضاحية (أم جرس) وبخطاب قيادات وزعامات القوى السياسية الأخرى يتقدمهم الشيخ الجليل/ حسن عبد الله الترابي.. ولكي يكون المنبر التصالحي متميزاً طرحت ورقتان علميتان تحملان عنوانيَّ (الحوار والتعايش السلمي بين القبائل) ثم (السلام والأمن والتنمية) وقد ركزت المخرجات على ما يلي: (جذور وأسباب النزاع بدارفور) ثم (إفرازات وتداعيات الأزمة) ثم (مهددات الأمن والسلام: مثل حملة السلاح ضد الدولة- الصراعات القبلية- التفلتات الأمنية) ثم أظهرت المخرجات (إعادة الاعمار والتنمية) و (دور الإدارة الأهلية) و (أوضاع النازحين واللاجئين) وفي هذه الوقفة الصادقة.. والفعاليات المحتشدة تعهد وتبنى الرئيس (إدريس دبي أتنو) برعاية ومتابعة نجاح خلاصات هذا الملتقى التاريخي.. ومن مؤتمر وملتقى (أم جرس) التصالحي هذا صوبت وركزت نتائجه على وقفات إن اضاءت وأشرقت ستكون أمناً وطمأنينة وتاريخاً يبدأ ويضيء للأجيال.. إذ أشاد وافتخر الجمع كلهم بجهود الرئيسين (إدريس دبي أتنو) و شقيقه المشير:(عمر حسن أحمد البشير).. وقد وردت فقرة مضيئة وهي (إن المؤتمر بكل فعالياته وقياداته وزعمائه يعلنون بصوت واحد وعزيمة راسخة وإرادة صلبة وبقرار حاسم لا تردد فيه إنحيازهم التام للسلام وان لا حرب بعد اليوم ويطالبون بالأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين القبائل وكافة مكونات دارفور.. ويعلنون.. استعدادهم للمساهمة الفاعة في تحقيق الأمن والسلام وإيقاف الحرب المدمرة في دارفور) ثم تضاف إليها فقرة أخرى هامة ونابهة.. تقرأ كالآتي: (يطلب الملتقى من كافة الأطراف عدم الإضرار بالمدنيين والمشروعات الخدمية والتنموية.. وتوفير الحماية اللازمة والرعاية الكافية في مناطق النزاع). وهكذا قد خرج المؤتمر بأكثر من (عشرين) قراراً وتوصية.. ومن بينها أيضاً هذه التوصية الفريدة وهي (يطالب الملتقى جميع أبناء دارفور من الدستوريين والتنفيذيين والبرلمانيين والإدارات الأهلية والفعاليات في المجتمع المدني في تحمل مسؤولياتهم بالمساعدة في تنفيذ مخرجات هذا الملتقى).. وهذا بعض ما جرى في (أم جرس) في تخومنا مع تشاد.. والله أكبر..