قائمة المحظور طويلة، وفي هذه المرحلة ذات الايقاع «السريع»، من الصعب «مُعافرة» ما نحن فيه من شؤون، دون أن تدفعك المعافرة، نحو مقر إقامة الاستاذ إبراهيم الشيخ، بالنهود..!عليه، نحصر حديثنا اليوم في خرافة أسمها «الحُب»ْ .!ماهو الحُبْ..!؟ زمان ،، زمن الصَبْيَنة ، كنا نقول أن الحُبَّ (هو جوهرُ الأحزانِ في أعْمَاقِنا ).. وبعد ما كِبِرْنا ، وكِتْرَتْ أحزاننا ، إكتشفنا أنو القصة دي ما ياها .. القصة كانت ولم تزل أكبر من هذا الذي يدور وراء الكواليس ..! ربما نفهم غداً ، كيف جاءوا ومتى يرحلوا ، لكن يبقى الحُب قائماً في القلوب، كأكبر خرافة مُعترف بها على مدار التاريخ ..الحُب وهمٌ يتفاقم في الحنايا.. فنعبر عنه بلهفةٍ لها ألفُ لسان.. الحب وهَمٌ، تختبيء تفاصيله وراء زهرة مِنْ ألف لون، لكل لون من ألوانها «أشداق»..! فما الأشداق..!؟ أغلب الظن،أنّ ملوك الطمبور في هذا الزمان يُمْسِِّكون ببعض حبال الوهمَ، لكن ما أعرفه أن الُحبْ، لا يمكن أن ينبثق فوق أرض يباب .. لا يمكن أن ينبثق الغرام إلا فوق حقول الانتاج ، لأن هناك طلاقٌ بائن بين العِشق والفلس.. واحد قريبنا، غَرِّقَ في الحب حتى أُذُنَيه..هَامَ بفتاةٍ من ذويه، حتى تكشَّف سِرَه للرِّمال الزاحفة..! شَاعَ خبر عشقه، حتى غدا سِره المُشاع مسخرة عند الكِبار و الصِغار..! كنا نراه هائماً في الدروب، يحاكي القماري و يسوي القوق ، ولا يخلو حديثه من فرمالته الضائعة «إنتو ما جربتوا الريد يا الكُبار»..؟! الناس في حِلتنا يعرفون العشق، ويكتمونه «عشانْ جِنسْ البهدلة دي »..! إنهم مثل كل النساء والرجال ،يبحثون عن شيء مفتقد..! يمارسون الحب لكن ، « تِحِتْ تِحِتْ»، فيأكلون ويمسحون أفواههم ، كأن شيئاً لم يكن..! إلا صاحبنا هذا، شذّ عن القاعدة، و عملا ظاهرة،، و براهو «دخّل روحو في خشْم الحريم»..! كان عندما تتفاقم عِنده الوهمة، ينوح في الظهيرة أو في الليل:عووك أنا عيّان..عووك أنا داير أعرِّسْ سُعاد ..عوووك أنا قلبي مجروح ..!عووك ، ثم عووك ، ثم عووك..! وبين عوكٍ وأُخرى« إنتو ما جربتوا الريد يا الكُبار»..؟! وكْتَين كتَّر الشغلانة ، إجتمع الأهل و «ختّوا اللوم» على سُعاد..! قالوا :البنت دي لِحْستْ راسْ الغبيانْ دا ، الدِلاهي دا مِشهينا الغمدة.. دحينْ مَسِكوهو طرفْ توبا ، النّشوفو بعد داك، شِنْ بِسَوّيِ»..! وقد حدث.. شوهد صاحبنا ، مَجيرتقْ ،، وعواجيز الحِلة ما قصّرِنْ، ختوا ليهو الحِنّة و الضريرة، و الحريرة ، وسيّروهو لى بيت «العَدَلْ» كما يقولون..! بعد داك، زولك كَضمْ..! صمت عُواء الرجل، ونُسيت حكايته بين الحكاوي الكثيرة التي تفور مع الفيضان، وتتلاشى مع لقيط تمر الهبوب..! بعد سنوات عددا، سألتهم عنه، فقالوا إنّ: « سُعاد الكانْ بِيَهاتي بيها دِيكْ، خَلّتو يَقْنِتْ بي شيلْ الشُفّعْ»..! في إحدى المناسبات الجامعة، رأيته زائغ العينين،عليه عراقي من خرائط كنتورية، أبدع عرقه الكثيف في رسمها..! سألته : يا زول.. خبرك شنو ، والدنيا معاك كيف..؟! قال والمِحْنة لا المَحَنّة تبدو عليه : والله يا زول،، غايتو نقع ونقوم ..! تقع وتقوم كيف..؟! إنت مش كنت بتكورِك وتقول:«أنا بموت أكانْ ما عرّستو لي سُعاد»..! حدجني بنظرةٍ عِتاب ، وقال: والله، أنا في الدنيا البطالة دي، مافي شيتاً شاغل بالي غير «الدقيق»..! يا زول، دا كلام شنو..؟ وين دروب الريد..!؟ وين مراسي الشوق..!؟ يا زول: « الدقيق، بس الدقيق »..! أو كما قال..!