الحبيب الغالي جداً محمد عبد الماجد.. أشواقي لك لم تفتر.. لمجالسك العامرة.. لأنسك الرائع لحروفك التي تكتبها بأطراف أسنة وخناجر.. وأحياناً «بحطب» جمر مشتعل وأعواد مشاعل.. وبالأمس تكتب يا حبيبنا بصفق ورود وبأغصان أزاهر.. تكتب عن البدائع والروائع.. وتمشي حافياً على روعة العشب الأخضر وحدائق الغناء البهيج.. في نفس اليوم يكتب حبيبنا عووضة عن الابداع وكيف أن جنسيته وبطاقة هويته «شيوعية» لأكتب أنا من بحيرة النزيف وطوفان الدموع أسفاً وحزناً وأسى على «حالنا».. أنا و أنت.. وصلاح.. بعد أن حاصرنا «الإخوان».. وانتزعونا انتزاعاً واقتلعونا اقتلاعاً من حدائق الشعر الرصين ورسم اللوحات المترفة.. والخوض في عسل «النغم» المصفى ورهافة النفوس عندما يذبح الكمان.. وعن رنة «الطبل» ورزيم «البنقز» ونتيه في الصحراء «ربع قرن» من الزمان.. نكتب فقط في السياسة وعنت ومعاناة شعبنا.. عن جراحاته وآهاته وأناته.. عن حزنه ووجعه وفاجعته وفجيعته.. عن «الحكومة» وكيف يفوز «المؤتمر الوطني» بكل دوائر الوطن.. وكأن كل الشعب صار من «الكيزان».. إلى متى.. إلى متى يا محمد.. متى نعود للكتابة التي ترد الروح.. متى يا محمد تتفرغ أنت للكتابة عن «الدوش» ويتفرغ عووضة لسرد الحكاوى الممتعة.. ومتى يا محمد.. تكتب فقط عن عشقك السرمدي وبحرك والذي بلا ساحل.. وهلالك المرسوم أو الموشوم أو المحفور في آخر بوصة من سويداء قلبك.. متى.. متى ينتهي انتدابنا من شعبنا النبيل المدهش الفريد.. انتدابنا في معارك السياسة وغاباتها التي يربض فيها الشيطان.. حبيبنا محمد.. الآن تذكرت محجوب شريف.. ذاك الجميل الفريد البديع النبيل.. تذكرته وأنا أكتب.. متى.. متى.. أنا أعلم.. وأنت تعلم.. ومحجوب كان يجزم بأن الليل مهما طال وتمدد.. حتماً يشق عتمة الليل الصباح.. و.. محطة.. محطة بتذكر عيونك ونحن في المنفى وبتذكر مناديلك خيوطها الحمرا ما صدفه وبتذكر سؤالك لي متين جرح البلد يشفى متين تضحك سما الخرطوم حبيبتنا متين تصفى سؤالك كان بعذبنا ويقربنا ويزيد ما بينا من إلفه وإن كانت لي أمنية ريانة.. وحلم مدهش ومنعش.. وأمل بعرض وطن.. هو أن ترسى سفينة الوطن شط السلام والأمان.. أن ترفرف رايات الديمقراطية الشاسعة الناصعة.. الرحيبة الرحبة ترفرف بل تصفق مع دفقات الريح.. أن ترتسم الابتسامة الفاتنة مرةً أخرى على ثغور الشعب النبيل.. أن ينهزم ليل الأسى الطويل.. أن تنتصب قامات هذا الشعب لتلامس النجوم.. عندما سنكتب أنا وأنت وعووضة عن روعة الغناء البهيج.. سأكتب عن الخاسرين عشقهم من المبدعين.. وكيف وهبونا أروع وأنبل ما يكون العطاء.. أنا يا محمد لست شريراً ولكن دعني أقول.. وأؤكد إن كل القصيد الذي حصدناه بكفوفنا روائعاً كان نتيجة جراحات أحبة أدمت القلوب.. كانت خسارات هائلة ومهولة لقصص حب استشهدت ودفنت فأنبتت زرعاً فارع الأعواد.. سأكتب عن كلمات مكتوبة بالدموع وتستمطر أنهراً من الدموع.. ويا لروعة وحلاوة طعم الدموع المالحة. لك ودي....