المحترف (النيجيري) فلان اجتاز أمس الكشف الطبي ويستلم غداً جنسيته (السودانية).. فما سر ارتباط الجنسية السودانية بإكمال إجراءات المحترف (الأجنبي)؟ من لا يعرف أن كلتشئ غير سوداني , وأنه نيجيري قح؟ ومن يصدق أن سيدي بيه المالى سوداني أيضاً؟ ومن منا كان لا يعرف أن لاعب الهلال داريوكان حامل جنسية السودان كان يغادرنا في بعض الأحيان لتمثيل وطنه موزمبيق؟ كلنا يعرف أن الأفارقة الذين هم سودانيون على الورق.. هم في الحقيقة غير سودانيين، ولن يمثل أي منهم السودان يوماً في المحافل الدولية.. فلماذا كل هذا التحايل.. وما هي الضرورة التي أجبرت إدارات الأندية للجوء لحيلة التجنيس؟ إنها مادة في القواعد العامة تقيّد تسجيل الأجانب.. قصد المشرع منها حماية اللاعب الوطني حتى لا يتأثر المنتخب الوطني بالوجود الكثيف للأجانب، فلا أن يجد الوطنيون فرصة في اللعب في الأندية الكبيرة.. ويضعف بالتالي مستوى المنتخب الوطني .. منطق ضعيف بدليل وجود كبير للأجانب في دوريات كثيرة تفوز بلدانها ببطولات إقليمية وعالمية.. بل قد يرى آخرون أن الأجانب يتيحون للوطنيين فرصاً للإحتكاك مع مستويات أرفع، فيرتفع مستوى اللاعب الوطني؛ لكن لو افترضنا جدلاً وجود قوة في دعاوى من شرع مادة تقييد تسجيل الأجانب.. فإن المادة لم تحقق غرضها لأن الإداريين استطاعوا الإلتفاف حولها بحيلة التجنيس حتى جعلوا المادة حبراً على ورق.. ماتت مادة تقييد تسجيل الأجانب, لكن بقاءها ضمن القواعد المنظمة جعلها تكلف إدارات الأندية متاعب، ومشاق إدارية.. كما أن وجودها أسهم في تعريض الجنسية السودانية لقدر من الإبتزال.. فلماذا تبقى هذه المادة الميتة.. خاصة بعد أن أصبحت سبباً في شكاوى تعطل حسم النتائج في الملعب الأخضر، مثل الشكوى ضد قانونية مشاركة سيدي بيه.. وهل تسلم الجنسية فور وصوله أم أنه تسلمها بعد التسجيل! أرأيتم كيف أصبح التجنيس (لاعباً) أساسياً في حسم المباريات؟ هذه المادة من بنات أفكار دكتور شداد الذي بقي ظله بعد ذهاب شخصه عن قيادة الإتحاد.. ويعرف أن الدكتور قد قاتل ليضع قيوداً مشددة على تسجيل الأجانب، وما صراعه مع صلاح إدريس وقضية نيل الحصاحيصا ببعيدة عن الأذهان.. فإذا ذهب شداد الذي كان يحرس آراءه وقراراته بدكتاتوريته المشهودة.. فلماذا تبقى ظلال شداد بعد ذهاب شداد.. هل ما زال خلفاؤه يهابون ظل الرجل أم أنهم غير عابئين بالآثار المعيقة لمادة شبعت موتاً وتمارس ضررها حتى بعد موتها؟