كما هو معروف فأن العلاقه بين مصر والسودان علاقة ازليه لم تستطيع كل الازمات التى حدثت بين البلدين ان تؤثر فى علاقات السودان ومصر وكل الحكومات التى تعاقبت على البلدين كانت تحرص على ان تكون العلاقه بين السودان ومصر علاقة جيده لانها علاقات تاريخه وعلاقة رحم ونسب ما دفعنى لكتابة هذه المقدمه هو ما جاء فى الاخبار بأن السيد الصادق المهدى يريد ان يقيم نشاطا سياسيا مناهض للحكومه بالقاهره وهو ما رفضته الحكومة المصريه وطالبته بأحضار موافقه من السفاره السودانيه انه موقف موفق من الحكومه المصريه لانها تعلم بأن السيد الصادق المهدى قد وقع مذكرة تفاهم مع الحركات المسلحه الدارفوريه التى تحارب الحكومه وهو ما سمى بوثيقة باريس والسيد الصادق المهدى رجل له تاريخ فى السودان وهو سليل اسرة تاريخها ناصع فى استقلال السودان وسبق ان كان رئيسا للوزراء فى اخر حكومه فى الديموقراطيه الثالثه وحتى قيام ثورة الانقاذ الوطنى اى انه سياسى محنك وابنه الان يعمل مساعدا لرئيس الجمهوريه والحكومه دعت كل الاحزاب للحوار والمشاركه فى الانتخابات واستجاب كل العقلاء من الاحزاب لانهم يدركون المخاطر التى تمر بها البلاد والتى تستدعى تضافر الجميع من اجل الخروج بالوطن الى بر الامان وعلى رأس هؤلاء العقلاء مولانا محمد عثمان المرغنى الذى رشح الرئيس عمر حسن احمد البشير لرئاسة الجمهوريه رغم اعتراض بعض اقطاب حزبه ولكن الرجل يدرك ان هذه المرحله لا يوجد انسب من الرئيس البشير ليكون رئيسا للبلاد وقد غلب المصلحه العليا للوطن على مصلحة حزبه واثبت وطنيته الفذه ونقول للسيد الصادق المهدى عد الى الوطن وضع يدك فى يد الجميع ان كان قلبك على الوطن ونقول للحكومه اعطى الصادق المهدى الامان ليعود ويشارك حزبه فى الانتخابات فلا زال هناك زمن ومصلحة الوطن تتطلب العفو والتسامح والتحيه للاشقاء فى مصر الذين يعملون على ان لا يكون هناك نشاط معاد للسودان فى ارض مصر ولعل هذا درس لكل الذين يحاولون بذر الفتنه والشقاق بين البلدين الشقيقين والسودان مفتوح للجميع لممارسة نشاطهم السياسى طالما ان هذا النشاط فى اطار القانون والديموقراطية والله من وراء القصد