حبيبنا حسن.. مرة أخرى لك الود والحب.. وأرجو أن تصافح عيونك حروفي هذه وأنت سعيد ومرتاح ومسرور.. وما زلت يا حبيب انقض غزل كلماتك حرفاً.. حرفاً.. دفاعاً عن وطن أحبه ونيابة عن شعب أعشقه.. أنزع عن كلماتك ثيابها قطعة.. قطعة.. حتى تقف عارية فقيرة خالية حتى من ورقة التوت.. و(طول بالك)، وهاك فقرة من خطابك الينا.. كانت حروفك وكلماتك وبلا زيادة ولا نقصان هي (وقبل هذا وذاك رفع راية الدين الإسلامي والتمسك بأهداف ومباديء الرسالة الخاتمة لأهل الأرض جميعاً، ونظام يتخذ من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، دستوراً ومنهجاً لن تنتكس راياته أبداً، ولن تفتر عزيمته أو تلين قناعته، وسوف يحقق أهدافه ومطامحه ومشاريعه، ويرضي قاعدته العريضة، التي تقف من خلفه مؤازرة ومساندة ومؤيدة).. انتهت الفقرة من حديثك.. ولك نقول.. أولاً مَن تخاطب صديقي حسن.. نحن الشعب السوداني الذي يعيش على هذه الأرض الرائعة.. أم هي رسالة الى شعب (الاكوادور) ودول الكاريبي!!؟.. إذا كانت لنا نحن فنحن نقول.. لا.. ليس نحن الذين يقولون.. إن رايات الإسلام الخالدة فعلاً وحقاً كانت تملأ كل فضاء الوطن.. تحمل النبؤات الجريئة.. عند انطلاقة ثورتكم قبل ربع قرن من الزمان.. نعم كانت صدوركم تحتشد بالأحلام الشاهقة لإقامة شرع الله على أرض الوطن.. تبارى منشدوكم في زرع كل الفضاء أناشيد وشدواً.. إيقاعاً وترنيماً.. وشنان (ما قصر) و(القيقم) ما ترك (مايكاً) مفتوحاً ولا مايكروفوناً متاحاً إلا ونفخ فيه بهيج الأناشيد.. وشاهق الأماني.. والتبشير بأن الخرطوم سوف تشتعل بنور الإيمان وتتلفح بأضواء (يثرب) القدسية.. نعم مازلنا نذكر (الراديو) يجلجل والساحات تمور والشاشات تفور و(حكمنا شريعة وتاني مافي طريقة لي كم علماني).. وتنصرم الشهور وتكر الدهور وتأتي 2005 ويأتي (سلفا)، ويصبح الرجل الثاني في الدولة.. وتتجول (العلمانية9 في ممرات القصر المكسوة أرضياتها بالسراميك والأحمر من الموكيت.. الحكومة تعلم.. ونحن نعلم.. وأنت تعلم.. أن شرع الله لم يطبق مطلقاً في هذه البلاد.. والحديث ليس على لسان الشيوعيين ولا البعثيين ولا هو تصريح من الصديق الحبيب (ساطع الحاج) ولا حديثاً غاضباً من مولانا ابو هاشم، ولا حتى من حزب الأمة (جناح المنصورة مريم) بل خرج مشتعلاً صارخاً منكم أنتم.. فقد قال قائلكم.. قبل أقل من ثلاث سنوات من الآن «تاني مافي شريعة مدغمسة» واسألك صديقي.. هل تحتمل الشريعة المطهرة إضافة نقطة أو شولة ناهيك عن (دغمسة) ثانياً.. لقد تعب (مايكروفون) جامع الخرطوم الكبير.. تعب من تكرار مولانا كمال رزق وهو يطالب الحكومة كل جمعة.. كل جمعة.. بإقامة شرع الله.. ونسألك ونأمل أن تجيب على السؤال بعد أن تستوحي رقابة ضميرك والخالق، وبعد أن تتحلى مؤقتاً- فقط- عند لحظة الاجابة عن السؤال أن تتخلى عن حب (المؤتمر الوطني) الذي برى جسدك.. السؤال هو.. (في ذمتك وعليك الله يا حسن هل الذي نعيشه الآن هو شرع الله المطهر؟!