كتب فريق الهلال السوداني نهايته بدوري أبطال أفريقيا بأقدام لاعبيه عندما قبل بالهزيمة على أرضه في ملعبه الشهير بمقبرة الخصوم مساء أمس الأحدعلى يد إتحاد العاصمة الجزائري بهدفين لهدف، ليضع نفسه خارج إطار المشهد النهائي من جولة واحدة، قبل موقعة الفصل السبت المقبل، في مباراة غريبة الأطوار، تقدم خلالها الفريق الأزرق في الدقيقة الثانية عن طريق مهاجمه مدثر كاريكا، الذي نجح في لعب دور البداية الجيدة، قبل أن تظهر الحقيقة والنهاية السيئة، ويتراجع الموج عن مده وينحسر ويفسح الطريق لأبناء سوسطارة للتقدم وسط دفاعات متهالكة ووسط تائه وهجوم عاش في جزيرة معزولة. لعب الهلال ورقة الهجوم منذ البداية مع تقدم البوركيني، الذي تعرض لإعاقة واضحة داخل الصندوق، تقاضى عنها الحكم الزامبي جاني سيكوزا، ولكن جاء الرد سريعاً عن طريق المهاجم القناص مدثر الطيب (كاريكا) الذي كان في الموعد مع أول ظهور بافتتاح التسجيل في الدقيقة الثانية بمساعدة كبيرة من البوركيني.. وكان للهدف كبير الأثر في رفع رتم المباراة، وحاول الضيوف العودة عن طريق هجمة خطيرة تصدى إليها الدفاع الهلالي لتمر دون فائدة.. وفي المقبل رد الهلاليون بقوة وضرب نزار حامد موعداً مع شباك الحارس زماماوش (د7) ولكن مساعد الحكم رأى غير ذلك بحجة التسلل.. وتواصل الضغط الهلالي من الوسط بسيطرة كاملة مع إيجابية في الشق الهجومي، وكاد كيبي يزيد من غلة الأهداف من وضعية مواجهة مباشرة مع الحارس الجزائري. عودية يدرك التعادل وفي غمرة انشغال الفريق الأزرق بالعمليات الهجومية فاجأ محمد أمين عودية بهدف التعادل (د 13) بضربة رأسية في زاوية صعبة على الحارس الكاميروني لويك ماكسيم، في وقت تاه فيه خط الظهر ولم يضطلع بدوره في التغطية. دخل اتحاد العاصمة أجواء المباراة بمعنويات الهدف، وتحول نحو الهجوم بنسبة أكبر من حذر البدايات، ليتقدم عن طريق محمد مفتاح فرحات وعودية وأندريا كارلوس في أكثر من مناسبة، ويضع الهلال تحت الضغط النفسي والميداني، مما كان له أثراً سالباً في الإستلام والتمرير والتمرحل نحو أراضي المنافس. توهان هلالي فقد الأزرق هويته على أرضية ملعبه بعد هدف السوسطارة، وتاه في المباراة كثيراً دون التحكم في منطقة المناورة بوسط الميدان وتعطلت مفاتيحه على الجانبين، وعليه انعزلت الخطوط، ليجد كاريكا وكيبي أقدامهما وسط غابة من مدافعي الضيوف، في الأثناء لعب أبناء المدرب حمدي ميلودي أفضل ما يكون وحاولوا إحراج مضيفهم وهددوا مرماه عدة مرات، خاصة من الوضعيات المعكوسة بفضل فاعلية مفتاح وكارلوس من على الطرفين. استفاقة وفرص ضائعة استفاق الهلال من غفوته، وعاد لممارسة ضغط البداية، بفضل تحركات البرازيلي أندري أندرزينهو وكاريكا وبشة، ليجد الأخير فرصة سانحة للتسجيل (د31) أطاحها فوق عارضة الحارس محمد الأمين زاماموش.. وبعد مرور سبع دقائق سدد أطهر الطاهر كرة قوية من ضربة مخالفة تصدى لها الحارس ببراعة.. وأرسل كاريكا تصويبة قوية بعد كرة ركنية ابعدها الدفاع، علت العارضة بقليل، وتلاها نصرالدين الشغيل بواحدة أقوى، وكرر أندرزينهو المحاولة، ولكن زاماموش قال كلمته ورفض استقبال هدفاً ثانياً في الحصة الأولى. إنذار أخير.. في الحصة الأولى بعث الإتحاد بإنذار شديد اللهجة لمدافعي الهلال وحارس المرمى مع نهاية الشوط الأولى تهديفة غاية في الخطورة، تعاطف فيها القائم مع حال الهلال في خمس وأربعين دقيقة للنسيان..! تكرار السيناريو حاول الهلال تكرار سيناريو الشوط الأول مع بداية الثاني من أجل إحراز هدف ثان بالتقدم الهجومي، ومع الدقيقة السابعة اندفع أندرزينهو داخل المنطقة باستخدام المهارة، وتعرض لعملية إعثار واضحة، لم يتعامل معها قاضي الجولة (ساكوزي) في الوقت الذي لم يركن فيه الجزائريون للمناطق الدفاعية وشكلوا خطورة حقيقية عبر الهجمات المرتدة. كيبي يخفق أخفق البوركني بوبكر كيبي (د 13) في الوصول للهدف بعد تحركات مميزة بين كاريكا ونزار، أرسلها خادعة خلف الحارس، مرت فوق العارضة.. ورد مفتاح بتسدية من بعيد أخطأت طريق الشباك. أندرزينهو يضيع ركلة جزاء زاد البرازيلي أندري أندرزينهو من معاناة الهلاليين عندما أخفق في التسجيل من ركلة جزاء (د19) إثر مسك للمدافع عودية لمحمد أحمد بشير (بشة). هدف قاتل لسوسطارة استفاد فريق السوسطارة من حالة الإحباط الهلالي بعد ضياع ركلة الجزاء، وباغته بهدف ثان قاتل (د23) بعد مرور من وسط الملعب مستقلاً فراغات واسعة بين مدافعي الهلال.. تصدى ماكسيم في المرة الأولى لكرة فرحات، واستفاد المندفع بقوة كريم بن طاش من موقعه ووضع الكرة في الشباك. زيادة الفاعلية الهجومية تأثر الهلال كثيراً بعامل الهدف، وحاول المدرب التونسي نبيل الكوكي تعديل مسار الموج الأزرق بنزول فيصل موسى ومحمد عبدالرحمن واللعب بأكبر عدد من أصحاب النزعات الهجومية، وبالفعل مارس الفريق ضغطاً على المنافس، ولعب داخل ملعبه بشكل أفضل، فيما اعتمد الأخير على الهجمات المعاكسة بسرعة التحول والصعود إلى الأمام، وكاد يصيب أكثر من مرة في ظل دفاع متهالك ومتباعد. فرحات في ضربة النهايات كاد زين الدين فرحان يسدد رصاصة الرحمة مع الدقيقة الأخيرة من الزمن الرسمي، بنفس الطريقة، عندما تسرب خلف المدافعين الغائبين، ولكنه أخفق في التوقيع الأخير.. ولاحت بارقة أمل لإدارك التعادل من محاولة نصرالدين الشغيل، وكان زاماموش في الموعد كالعادة. محاولات يائسة جاءت المحاولات الهلالية في الدقائق البديلة يائسة ولم ترقى لمستوى التعادل من فيصل موسى، كيبي والشغيل، ليقبل الأزرق بالهزيمة على أرضه، وهي المرة الثانية هذا الموسم بدوري أبطال أفريقيا، حيث تعرض للخسارة في المرحلة الثالثة من مربع المجموعيتن على يد المغرب التطواني المغربي.