إسراف في هذا العالم.. والنعمة التي تُهدرُ، تشحُ.. وماشح الغذاء في هذا العالم إلا بسبب كل هذا الهدر للطعام في الزبالة! لا نستثني شرقا ولا غربا.. شمالا أو جنوبا. كل هذا العالم الشبعان، في غفلة عن النعمة التي تزول، إذ هو في غفلة عن المصارين التي تتيبس من جوع! الإحصاءاتُ الأممية، تقولُ بوضوح تام إن 28 بالمائة من المنتوجات الغذائية في العالم، تُرمى مثل القمامة، والنسبة الاكبر من هذه النسبة في امريكا! تلكم خيبة.. بل ذلكم عار في زمن المصارين التي تصرخ، وتستصرخ، وأهل الشبع حتى التخمة، في ضلال وغفلة من يبيتُ شبعانا وجاره جائع! لا إحصات أممية ولا وطنية، عن أطنان الطعام التي مصيرها الزبالة، في العالم العربي.. ولو كانت هنالك إحصاءات، لكان هذا الطعام، يسد جوع كل الجياع في العالم. تلكم أيضا خيبة.. وذلكم أيضا عار! أجمل مافي تظاهرة الامم، هذا العام، أن طاهيين كبيرين- دان باربر وسام كاس- قدما لزعماء العالم مأدبة( اممية) من مخلفات الغذاء الذي كان مصيره الرمى بإهمال في الاكياس البلاستيكية السوداء! كل زعيم التهم طبقه.. وكان من البرغر النباتي والبطاطا المقلية. استطعموا، وكانوا يعرفون أنها من مخلفات غذائية، ولم يستفرغوا لأن هذه المخلفات لم ترم في الزبالة، وإن كان مصيرها كان سيكون ذلك. الطاهيان أراد ان يقولا شيئا مهما: أيها الزعماء، أنظروا بجدية إلى مسالة الفائض الغذائي، الذي يرمى رميا، في زمان المجاعات التي يتضور منها الملايين، اليوم، في هذا العالم! المفاجأة، إنسانية.. وهى محاولة تحريضية شهية لزعماء العالم، لنقل رسالة اكبر طاهيين: رسالة لنحارب الجوع، بالمحافظة على النعمة. وددتُ لو كان الطاهيين، قدما لزعماء العالم، وجبة من كميات الطعام التي تلقى في أكياس القمامة، وإخبارهم بعد التهامها، إنها من القمامة، ليتخيلوا حال ملايين البشر الذين، يلتهمون التهاما الطعام الذي يلقي ، في الزبالات، ولا.. ولا يستفرغون من جوع! تخيلتهم- الزعماء- كل واحد منهم يهرع إلى أقرب حمام أممي، و....... الجياع لا يستفرغون، من طعام يلقي في زبالة، وإنما يستفرغون من سلوك كل إنسان، مسرف في طعامه إلى درجة رمى النعمة في المكبات! أيها العالمين، استهدوا بقول أشرف البشر، وأحفظهم لنعمة الطعام: " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع".