لا يمل الوسط الفني الحديث عن أزمة الغناء الذي أصبح مهنة وأكل عيش لكثيرين.. وفي رواية أخري (مهنة من لا مهنة له).. ويراه بعض ممن ولجوا بابه أنه من أسرع وسائل الثراء السريع، وشرفة للشهرة يطلون عبرها، وأفرز ذلك ظاهرة خطيرة اسمها الغناء الهابط، وهو الاسم الأهون والأكرم لنا أن نقوله، هذه الظاهرة أفردت لها الصحافة والمنتديات مساحات واسعة، غير أن لسان الحال كان (كأنك يا ابزيد ما غزيت)، لأن كل التحركات والتناول الذي حدث لم يغير شيئاً من الواقع الفني الذي يزداد تردياً يوماً بعد يوم، وبات العنوان العريض، ولا نقول ذلك من باب التقليل من جهود الإخوة في مجلس نقابة المهن الموسيقية والتمثيلية في تحركاتهم الأخيرة ومحاولاتهم لفعل شيء يغير من هذا الواقع المفجع، وعفواً لاستخدامي هذا الوصف الصادم، ولكنه الأقرب والأمثل من ما نسمع ونعايش. تحركات مجلس نقابة المهن الموسيقية الأخيرة واتخاذه خطوات جريئة تجد منا كل التقدير والسند، لأننا نراها بداية حقيقية لمواجهة تلك الظاهرة ويمكنها محاصرة المطربين والمطربات ال (الكيري) في حال استمراريتها في اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة من يمارسون هذه المهنة السامية، دون الوفاء بشروطها والحصول على رخصة ممارستها. فتح مجلس المهن الموسيقية والمسرحية قرابة المائة بلاغ في مواجهة فنانين وموسيقيين وفضائيات وإذاعات وأندية بالخرطوم، لانتهاكهم القانون الذي ينظم المهنة وذات الشيء فعله مجلس المصنفات الإتحادي، وبالتأكيد هي بداية مبشرة، ولكن لابد من تضافر الجهود والتنسيق بين الجهات المعنية جميعها ودون استثناء، ولابد من تحديد جهة بعينها لإجازة الأصوات والأشعار والألحان، مثلما كان يحدث سابقاً بالإذاعة، لأن هناك أكثر من جهة الآن تقوم بهذا الدور ولكلٍ شروطها ورؤيتها، وفي النهاية المحصلة أموال تدخل إلى خزائن تلك الجهات وأصوات نكرة تدخل السوق (عفواً)- أقصد الساحة. خلاصة الشوف: (حملة واحدة لا تكفي) هو الاسم الذي يجب أن يختاره مجلسا المصنفات والمهن الموسيقية لمسلسلهما الجديد.. لكي تتواصل حلقات التطهير حتى مفسدي الساحة الفنية.. وكلنا يعلم أن فساد الساحة الفنية يعني فساد المجتمع.