٭ كان الفنان الراحل أحمد الجابري يعيش حالة من الهيام بطائر البلوم، أذكر أنه قال لي مرة إنه يتمنى أن يغني لهذا الطائر، بعدها بأيام وجدت نفسي أغادر إلى مدينة كسلا وأثناء جولة لي هناك على البساتين في السواقي الجنوبية، وجدت أمامي سرباً من طيور البلوم تتزاحم على جدول مياهه صافية كأنها من زمزم، فجلست هناك تحت شجرة من البرتقال كثيفة الظلال لأكتب أغنية «البلوم في فرعه غنى»، فغناها الجابري ولم تزل حتى هذه اللحظة تنتقل بين الناس تشعل أنفاسهم طرباً. ٭ حكي سجين محكوم عليه بالإعدام في مدينة بورتسودان، لصديق يتقاسم معه زنزانة السجن أنه وقبل أكثر من عشرين عاماً ارتكب جريمة قتل تمت تبرئته منها لعدم كفاية الأدلة وهو الآن ينتظر حكماً بالإعدام على جريمة لم يرتكبها، وقال إن الشهود أجمعوا على وجوده خارج البلاد أثناء حدوث هذه الجريمة، إلا أن المحكمة لم تقتنع بأقوالهم فصدر عليه الحكم سالف الذكر. ٭ لاحظ المليادير الأمريكي أوناسيس أن قبطان إحدى سفنه عابرة المحيطات يعمل على وضع مجموعة صغيرة من الفئران على سطحها فسأله عن السر في ذلك، فقال إن لهذه الفئران قدرة فائقة على الإحساس بقدوم العواصف قبل حدوثها، وأضاف أن بمجرد إحساسها بالعواصف تصدر أصواتاً تنبه القبطان أن هناك في الأفق عاصفة قادمة فيعمل علي الاتجاه بسفينته إلى أقرب ميناء. ٭ حين علم والده أنه لم يتحصل على مجموع يسمح له بالحصول على مقعد جامعي فاجأه بلطمة على وجهه أسقطته أرضاً، ليت هذا الأب المتحجر المشاعر يعلم أن معظم عباقرة التاريخ لم ينالوا تعليماً جامعياً وأنهم بالرغم من ذلك صنعوا أمجاداً تنحني لها الشمس، أقولها حقيقة نحن كآباء مطالبون أن نتعامل مع أبنائنا وبناتنا بالحب، لأن الحب هو الذي يصنع العباقرة قبل أن يصنعها الحصول على مقعد جامعي. ٭ حين أعلن الكاتب الروائي المعروف كونان دويل أن شخصية شرلوك هولمز بطل كل مؤلفاته البوليسية سيتعرض للقتل في روايته القادمة «جثة تتكلم»، أغضب هذا التصريح الجماهير المحبة لشخصية هولمز مما جعلهم يتجهون إلى منزله ليلاً وهم يحملون المئات من المشاعل وهو ينظر إليهم من شرفة منزله مرتعباً، عرف أن تصريحه بقتل هولمز بطلهم المحبوب قد أثارهم وقد يدفعهم ذلك إلى إحراقه حياً، فخرج عليهم مؤكداً أن بطلهم هولمز سيظل حياً بينهم ما دامت هناك شمس تشرق، وقال كونان إنه لم يكن يتخيل أن تكون نهايته على يد بطل كان من صنع خياله.