تحدثنا كثيراً عن أن هناك مشكلة تحديد الأولويات بل صرف مبالغ طائلة وانفاق في بنود غير ذات جدوى، ولا تقدم شيئاً للأمام، وهذه ما تسمى بالكماليات، والأشياء المهمة التي من المفترض أن ينفق فيها حدث ولا حرج.. قبل الانفاق على الكماليات علينا أن نتأكد أن الأساسيات قد اكتملت من حاجة لدعمها ..تناولنا من قبل أيضاً موضوع الرياضة، وقلنا إن الأموال الطائلة التي تصرف فيها من الأفضل والأولى أن تصرف في تنمية البلاد وما يقدمنا للأمام، ثم نفكر بعد ذلك في دعمها واحتوائها ..حقيقة الأموال التي تنفق فيها كثيراً منها للنوادي لا سيما العاصمية منها كما يسمونها. الإضاءة هذا هو موضوع مقالنا اليوم، تلك النوادي بها إضاءة عالية جداً (كشافات بأثمان باهيظة) ناهيك عن تكلفة الكهرباء، للأسف هناك نادٍ كبير جداً وعلى بعد كيلو متر أو أقل توجد مقابر ليست بها إضاءة نهائياً..لا تعليق.. وفي وسط العاصمة في بلد الأمان أم درمان. قبل أيام كنا نشيع أحد الأحباب بعد منتصف الليل الى تلك المقابر، فوجئت بعدم وجود الإنارة فيها، مما أدى الى بذل جهد كبير من المشيعين للاضاءة عبر جوالاتهم والمصابيح المتحركة، التفت خلفي نادياً كبيراً به إنارة عالية جداً يئست وحزنت لهذا.. ألم تسمعوا بإكرام الميت، ألم يذكر الله الموت قبل الحياة في سورة الملك أم أنتم بعيدون عن كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إذا افترضنا أن الدولة في عجز مادي، وتضخم اقتصادي، أليس بإمكانها أن تجبر أصحاب الأموال المنفوقة في الكماليات والأشياء غير ذات الجدوى أن يساهموا في مثل هذه الاحتياجات من الإنارة للمقابر والتعليم والصحة أولاً قبل كل شيء . دعونا نقف مع أنفسنا دقائق نتساءل ماذا قدمنا للإسلام والمسلمين، وما تقدموه خير لأنفسكم ... وسيسألنا الله عز وجل عن مالنا فيما انفقناه في الكرة والغناء والمسارح ؟ ! رسالة: الى معتمدي المحليات والجهات المختصة أن يراجعوا اية مقبرة بالقرب منهم، وماهي حاجتها من إنارة وأسوار وغيرها.. أولاً لنكرم موتانا ونحسن الدفن، وبالطبع يحتاج ذلك لانارة كافية. أما رجال الأعمال وأصحاب الأموال الطائلة التي وهبها لهم الله أنتم فقط مستخلفين في الأرض لإعمارها، وليس لإفسادها فقدموا لأنفسكم شيئاً تجدونه يوم لا ينفع مال ولا بنون. خارج النص : هنالك شباب نفتخر بهم تجدهم دائماً في المقدمة ليس بأموالهم، بل بشهامتهم ورجولتهم عند سماع أي خبر وفاة، تجدههم مشمرين سواعدهم لتجهيزات العزاء، ابتداء من تجهيز القبر مروراً بتجهيزات مراسم العزاء من صيوان وغيره دون مقابل، وقد يكون لا صلة لهم بالمتوفي أو أهله وليس من الجيران القرب، ولكن طبعت في وجوههم الشهامة وحب الخير فقط، ولا يريدون جزاءً ولا شكورا... لله درهم أينما وجدوا ..