رسالة صحافتنا دائماً وعلى امتداد التاريخ كانت ولا تزال تشمل الإصرار على احترام خصوصياتنا في مجتمعنا المحافظ في السر وفي العلن وفي إيصال أصوات الفضيلة وحث المجتمع على الحفاظ على القيم السودانية الجميلة.. نعم لقد ساعدت الصحافة السودانية وظلت تساعد في إيصال تلك الأصوات.. أصوات الفضيلة والقيم بجانب إيصال أصوات واستغاثات البؤساء والمقهورين إلى آذان السلطة والمجتمع.. كما ظلت تكشف في إصرار ما استتر عنهم وللمجتمع ما استتر عنه من عيوب.. لقد علمت الصحافة المجتمع وبقية السلطات وهي من ضمنهم.. ضرورة مجابهة الحقيقة لأن في ذلك دروساً وعبر واعترافاً ومشاركة بحق المواطنة والوطنية. كان ذلك أثناء اتصال دار بيني وابن العم الدكتور حسين الحاج خشم الموس من عيادته بشارع الدكاترة بأم درمان وهو من الأحباء قراء آخر لحظة.. وهو يستفسر عن عنوان يومية الأسبوع الماضي.. القدر لحظة والندم سنين.. الذي بحث عنه داخل محتوى اليومية ولم يجده.. وتساءل أيضاً عن غياب اسم أول طبيبة سودانية.. وسعد بالتوثيق الذي حسبه جميلاً ورائعاً عن حي العرب العريق.. طالباً مواصلة التوثيق.. هذا بجانب اتصالات عديدة من الأعزاء القراء ومجموعات من أهالي حي العرب الأحباب يشيدون ويطالبون بمواصلة السرد والغزل والسياحة في حي العرب حي الطرب.. من الرائع دوماً ابن الخرطوم القديمة وصديق اليوميات صلاح الجعلي ومن عبد الفتاح الشجرة ومن محمد سعيد مدير بوزارة التجارة الخارجية.. ومن الإداري الكبير محجوب الطاهر شيخنا شقيق الشاعر محمد الطاهر.. ضاءت ليالينا ومن المحاسب القدير سمير إبراهيم الحاج.. وآل إبراهيم الحاج.. ومتوكل حامد من حي العرب.. ومن تجار غرب السوق..عثمان كوستي.. أطير بي فوق لغرب السوق.. ومن بكري ود الشيخ أحمد الفكي حسن مجلس أمناء أم المدارس أم درمان الثانوية بنات.. وهم في هذه الأيام يشهدون طفرة كبيرة بفضل القيادة الرفيعة.. أستاذة سمية محمد عثمان مديرة المدرسة ولسانهم يلهج بالثناء والشكر في هذه الأيام.. لابن خور أبو عنجة الذي فاض وامتلأ في هذه الأيام وعاد له رونقه وجماله عماد الزيات.. ولرجل الأعمال أحمد عثمان وللمصرفي معاوية مصطفى عالم. نعم تلقى الدنيا زاهية والأيام طرب.. هنا في حي العرب.. هذا الحي الذي لنا وللكثيرين من أبناء أم درمان القديمة ذكريات محببة.. في حي العرب آل الكوارتة والخليفة يحيى الكوارتي سر تجار أم درمان.. وآل الشيخ محمد جبارة الذي كان يعول جمهرة من طلاب العلم في المعاهد والجامعات.. وآل عبد السلام كمبال رجال المال والصناعة نصير المرضى والمحرومين.. وآل عمر عبد السلام حامد الذي أعطي بدون منٍ أو سلوى.. وآل الشنقيطي.. والشنقيطي المسمى عليه الشارع الشهير وهو أحد أعلام السودان العظام في القانون والسياسة والاقتصاد.. وأبرز قادة مؤتمر الخريجين مولانا محمد صالح الشنقيطي صاحب الكسكتة والكرفتة البابيون والحفلات التي يحضرها الإنجليز في شارع الشنقيطي.. وتشنف آذان سكان حي العرب والمسالمة بالموسيقى الغربية الكلاسيكية ويأتي صبية الحي للتفرج على الخواجات.. كانت أيام. كانت الاتصالات تتواصل من الحبيب أحمد صالح أحمد إبراهيم المدير المالي بنادي الضباط المجاور لمنزل أول طبيبة سودانية الدكتورة خالدة زاهر سرور السادات.. التحية من هنا لشقيقها الصديق/ عدنان زاهر وهو في الغربة البعيدة.. كانت الاتصالات تتواصل.. أن لا تنسى العظام في حي العرب.. قلت لهم وهل ننسى محمد بلة والنور بلة.. أولاد بلة.. هل ننسى أولاد العبد حسن العبد وأبوزيد العبد.. ولا ننسى المحسن الكبير حاج عبد الباقي حمد الرخاء وحاج نورين.. وهل ننسى الباحث في الفن والحقيبة والثراث ابن الدفعة أحمد المصطفى الشاذلي.. وبالطبع لا ننسى العصامي الهرم في التأليف والتلحين وقد شاهدناه ونحن صبية صغار في سوق أم درمان.. هل ننسى من كتب ولحن ما رأيت في الكون يا حبيبي أجمل منك.. الذي ألف ولحن للحقيبة وغنى له كرومة وألف ولحن للغناء الحديث وغنى له حسن عطية فنان المثقفين.. يا مار عند الأصيل.. وألوان الزهور.. عبدالرحمن الريح.. ولا ننسى بالطبع الإعلامي والإذاعي سيف الدين الدسوقي.. وليه بنهرب من مصيرنا.. وعبيد عبدالرحمن وسيد عبد العزيز وعلي محمود التنقاري وعبدالله محمد زين أنا أم درمان أنا السودان.. عبدالله الذي قبل أن يلج علم التجارة ولندن عازة كان مضيفاً بالخطوط الجوية السودانية أيام مجدها وعزها وكان يطير على خط الجنينة.. فورت لأمي.. وفورت لأمي هي عاصمة تشاد القديمة التي صارت الآن إنجمينا.. ولا ننسى أقيس محاسنك بمن.. ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة والهرم العظيم التاج مصطفى. نعم حي العرب يوم غيابك يساوي سنين.. رحم الله الأموات جميعاً الذين وردت أسماؤهم فيما سطرناه.. ورحم الله ابن حي العرب الشاعر العظيم العميد الطاهر إبراهيم.. السعادة بعد قريبة.. راحت تظهر من بعيد.. تعرف يوم غيابك يساوي سنين في دنيا عذابي.. إنها عزيز دنياي. ت: 0912304336