انتهت العشرة أيام الكرام من ذي الحجة ولا زلنا في رحاب الشهر الكريم.. فلنبتهل قارئي العزيز إلى الله أن يكفينا شر كل ماضٍ من حياتنا.. ونتوسل إليه أن يهدينا ويهديك بالخير.. إلى خير كل ما هو آت.. وأن تكون أيامك القادمات نهاية لكل الآلام والأحزان.. وبداية لعهد وسلام في دنياك.. واسأل الله أن تكون حياتك كلها صدق وراحة بال. نعم مرت الأيام العشرة الطيبة من ذي الحجة للعام الهجري 1437ه وقد صادفت ومرت علينا ذكرى رحيل أحباب وأعزاء كثر ماتوا في مثل هذه الأيام الطيبة المباركة.. نتذكر ونترحم على الزاهد الورع محمد الخير عبدالقادر أول أمين عام للإخوان المسلمين بالسودان.. الاقتصادي القدير الذي تقلد أرفع الوظائف والباحث والأديب الهادي الصادق مؤسس البنوك ومن أوائل السودانيين الذين عملوا مديرين ببنك التنمية الأفريقي بساحل العاج.. ونترحم ونتذكر رحيل الحبيب.. البروفيسور شرف الدين الطيب أحمد موسى الإنسان النبيل الجميل والعالم الاقتصادي القدير.. الأستاذ الأكاديمي والباحث والتنفيذي القدير الذي جاب كل أرجاء الوطن يدرب ويؤهل وتخرج على يديه الكثيرون من أبناء الوطن.. رحل في العام الماضي ولم أعلم برحيله إلا قبل أيام.. بل ساعات من حلول ذكرى رحيله الأولى وبالصدفة.. فقد كنت في تلك الأيام بالخارج وعدت بعد غيبة طويلة عن الوطن. وفي أيام العيد وقبل أيام رحلت أستاذة الأجيال ورائدة التعليم الثانوي بالسودان بت أم درمان الفاضلة.. خديجة أحمد عبدالله كافي التي شغلت من قبل مديرة بمدرسة أم درمان الثانوية أم المدارس بالسودان التي كرمتها قبل عام من رحيلها.. إنها رفيقة درب الخال والأخ الأكبر الشاعر الحبيب العظيم اللواء عوض أحمد خليفة.. وشقيقة الأحباء العميد عبدالحميد كافي والعمدة صلاح كافي كبير ظرفاء أم درمان ونجم المجتمع الرياضي والاجتماعي.. دنيا. القارئ العزيز: الحياة والموت قد تختلف العقائد في معناها بحسب خلفية وثقافة وعقيدة وفكر الأشخاص.. ولكن الحقيقة التي لن يختلف عليها الكل هي أن الموت هو النهاية.. وكل العلم والبحث وإن تفنن في تخليق الأشياء لم يتطرق لمحاولة إحياء الموتى.. فمهما طالت أنفاسنا لا بد أن يأتي عليها يوم لتنقطع ويندثر الجسد وتبقى الذكرى.. وكم من ذكرى تحملها أنفسنا ودواخلنا لكل من ذهب أصحابها وبقيت إما لتضيف لنا أو تؤرقنا.. وإن كانت الذكرى هي الشيء الوحيد الباقي والممتد فلِم لا يكون ما يبقى هو أجمل ما فينا. وبمناسبة الذكرى ومن ذكرى إلى ذكرى.. فقد صادفت هذا العام الذكرى الخامسة عشرة (15).. على لعبة 11 سبتمبر 2001 .. نعم لعبة.. فبينما كان حجاج بيت الله الحرام لهذا العام يقفون في جبل عرفات في يوم الأحد 11 سبتمبر 2016.. كانت تمر ذكرى هذه اللعبة.. وجاء في نفس اليوم بيان صادر من الكونجرس الأمريكي يفرض عقوبات على أرض الحرمين الشريفين ويطالب بتعويضات لأهالي وضحايا 11 سبتمبر.. لا حظ أيها القارئ العزيز التاريخ والتوقيت في يوم الحج.. يوم ركن الحج الأعظم لتأتي ذكرى تلك اللعبة الرخيصة التي أصبحت عملية مؤكدة بعد أن ارتفعت الأدلة السياسية والبراهين العلمية إلى مرتبة اليقين الذي ظل مرواغاً 15 عاماً. في آخر رحلة لنا لأمريكا وفي عام 2008 أطلعنا صديق لنا بواشنطن على فيلم وثائقي ممنوع في أمريكا بطولها وعرضها عنوانه أكذوبة 11 سبتمبر ومدته حوالي الساعة.. والعنوان يؤكد المضمون بالوثائق.. وقبل ذلك كشف الباحث الفرنسي ميتري ميسان كتب وتحدث بعد أحداث 11 سبتمبر قائلاً هم الأمريكان أنفسهم.. وعرى فيه مدى استغلال أمريكا لأحداث سبتمبر لفرض هيمنتها على العالم.. وطبعاً منعوا توزيع الكتاب ليس في أمريكا فقط.. بل حاولوا وأده في مهده في العديد من دول العالم أو توهموا ذلك.. وقبل ذلك وفي تلك الأيام الصاخبة وقد كنت متابعاً قناة الجزيرة التي بثت تحقيقاً وثائقياً مترجماً لعشرات الشهود من علماء في العمارة والكيمياء وخبراء في علوم الطيران والعسكرية والإرهاب والسياسة التي حاولوا طمسها لا سيما في ما يتعلق بضرب مبنى البنتاجون والذي يضم راداراً كونياً يرصد دبة النملة على كوكب الأرض.. ومهما احتجبت الحقيقة فلا بد أن تظهر ولو بعد حين.. وقد حان.. فمن يحاسب هذه البلد التي تلاعبت بعواطف العالم 15 عاماً واستدرت عطفه.. ومن أجل ذلك اغتصبت دولاً... واغتالت شعوباً.. ومسحت معالم من كوكب الأرض.. ونشرت الإرهاب بيديها.. وسممت أجواء العالم ولوثت تقدمه وتطوره.. وحطمت كثيراً من ثوابته بعنفوانها ونزواتها السياسية باعتراف أهلها وصناع قرارها.. وشهود البيت الأبيض الذي أصبح البيت الأسود من حلكة الليل الذي مهما طال ظلامه أن الفجر قادم ليدمر جبل الأباطيل والأوهام الأمريكية ويكشف للعالم المخدوع في أمريكا 15 عاماً من التضليل والإضلال أن التواطؤ على الصمت أصبح مستحيلاً. نعم إنها الآن تنهار من الداخل وإنها الآن تواجه أفكاراً قد تكون بداية لاضطرابات.. نعم لأول مرة نسمع بالانتخابات والتزوير.. وسرقات للانتخابات.. ونسمع عن حمامات دم قادمات.. وانهيار حقيقي قادم.. واتجاه متزايد نحو العنف وأمريكا جديدة أكثر قسوة ودموية خاصة إذا فاز ترامب رئيساً.. نعم يمهل ولا يهمل. ت/0912304336