بلغني إعلامياً أنكم عازمون على تشكيل الحكومة الجديدة الوليدة من إجمالي حضرات المشاركين في الحوار الوطني، فقلت في نفسي مهمهماً (هكذا إذاً) – فوالله إن كان ذلك صحيحاً نكون كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء ونقول وبحزم شديد (الجن بداوى ولكن كعبَ الاندراوة)، وهذا يعني أن المجنون يسهل تطبيبه ولكن العاقل الذي يفعل فعل المجنون، فهذه هي الاندراوة التي وقع فيها كل من الرئيس بشار الأسد والرئيس علي عبد الله صالح والمرحوم معمر القذافي وغيرهم، كذلك مسيلمة الكذاب وقارون وفرعون اللعين. يا أيها الأصدقاء المؤتمرون لماذا تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، ونبشركم بأن هذا الإسلام ومنذ نشأته الأولى في عهد سيدنا آدم عليه السلام به منصتان رئيسيتان مقدستان، المنصة الأولى فهي المنصة الوطنية، وأما المنصة الأخرى فهي المنصة الحكومية، فأي المنصتين أعظم من الأخرى؟ وأما المنصة الوطنية والتي تعادل عندنا كنبة الاحتياطي في مباريات كرة القدم، فهي في السودان تكاد تكون خالية تماماً ولا يوجد بها أحد غير المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب والبروفيسور حسين سليمان أبو صالح والبروفيسور الجزولي دفع الله وآخرين يمكن حصرهم بأصابع اليد الواحدة.. ونسأل الله أن يجعل النصر دائماً بأيديهم ولو لاهم لهدمت صوامع وبيع. وأما المنصة الحكومية فهي لا تزال مزدحمة زحاماً غير موضوعي لا يقدم في البلاد خطوة ولكنه يؤخرها خطوات وخطوات. رداً على من يبحث عن أهل بدر الكبرى في السودان، فإنما هم هؤلاء المشاركون في الحوار الوطني، فهل اشتهر عن أهل بدر الكبرى رضي الله عنهم أنهم صاروا من بعد ذلك قادة تنفيذيين أم اختار الله لهم أن يكونوا تشريعيين في منصة المراقبين من أهل الصُفة رضوان الله عليهم أجمعين، ولا يزالون في هذا المقام رفيع المستوى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،فما أعظم هذين الهيكلين في خارطة الهيكل العام للدولة الإسلامية.. فأنتم أيها المؤتمرون أهل بدر وأنتم كذلك أهل الصفة وكفة بذلك وصفاً ومدحاً وإيماناً وتمييزاً. السؤال: من هم السادة ومن هم القادة في الهيكل الجديد؟ الجواب: السادة هم برلمان قاعة الصداقة الكبرى جميعهم وبدون فرز، وأما القادة التنفيذيون فهم التكنوقراط العلمي الوطني.. فهلموا إلى انتخابات حرة ونزيهة فيما بينكم لترشيح ثم انتخاب الرجل المناسب في المكان المناسب، وليس منا من تحدثه نفسه بالاستجابة إلى تكليف تنفيذي بعد اليوم، إنما مكانكم ومقامكم هو كنبة الاحتياطي في حضرة الشيخ المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب لتتعلموا منه تفاصيل حياة أهل الصفة الوجدانية رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين. وحتى لا يسبقكم البروفيسور هاشم علي محمد سالم إلى منصة كنبة الاحتياطي الوطنية المقدسة، فهلموا إلى البرلمان فأنتم أهل الفيتو بجمهورية السودان الديمقراطية، فمنذ اليوم فصاعداً أفعلوا ما شئتم فأنتم أهل الحل والعقد بهذه البلاد الطاهرة والله أعلم بصدق مقاصدكم ونسأل الله أن يجعل الهداية بين سطور هذا الوجدان الصحفي النبيل. ختاماً: خذوها مني تتجسد حماية مشروع الحوار الوطني من كل عوامل التعرية ووسواس المدهنين في الداخل والخارج في عدم مشاركتكم في الحكومة الوليدة إلا من بعيد لبعيد، وأضمن لكم حق الفيتو في كل شؤون البلاد وليس منا من يخالف هذه التوصية. قال تعالى (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون) صدق الله العظيم. الكهرباء - بورتسودان