*إبان فترة والي الخرطوم السابق، تعاقدت ولاية الخرطوم مع شركة تركية لتنفيذ شبكة صرف صحي بمدينة الخرطوم بحري، وكنا قد أستبشرنا خيراً بالتغيير البيئي نحو الأحسن الذي يمكن أن يحدث جراءُ هذا المشروع الاستراتيجي *وأتت الآليات وحفرت الشوارع ووضعت مواسير الصرف الصحي الجديدة، وقامت بردم الحفر وتوقف العمل، ولم تتم تجربة هذه المواسير قبل ردم الحُفر، بعض الطرق التي حفرت تمت إعادة رصفها وبعضها الآخر لا، ومن ضمنهم شارع حلة حمد الرئيسي، وأهمية هذا الطريق أنه يؤدي بك إلى مدافن بحري القديمة، حيث ترقد رفاة كثير من أهل السودان، ولك أن تتخيل معاناة حملة الجثامين وهم يقعون في هذا الطريق الملئ بالحفر، فتهتز الجثامين المحمولة إلى مرقدها الأخير. *وهنا أذكر الطرفة التي تروي عن المسؤول الذي سأل لِم هؤلاء المعاشيون كبار السن محتجون ويثيرون ضجة؟ قيل له إنهم محتجون على تأخر صرف رواتب التعاقد، رد قائلاً: هل انتهينا من الأحياء حتى يأتينا من هم على شفا حفرة من القبر. *ودعنا نحدثك عن الأحياء الذين يرزقون، فهذا الطريق على شكل حرف U باللغة الانجليزية، يبدأ بشارع السيد /علي المرغني ليصل الى شاطئ النيل الأزرق، ويمر على مباني سفارة كوريا الجنوبية، ويتجاوزها ليقف أمام فندق قصر الصداقة، ذي الخمسة أنجم، ويعود الطريق ليمر بمسجد الشيخ حمد ود أمريوم، ويليه مسجد الشيخ الجلي، وينطلق ليمر بكنيسة ماري جرجس والديار القطرية ليقترن في نهايته بجسر المك نمر. *شارع بمثل هذه الأهمية تُرك لشركات الصرف الصحي لأكثر من عام، فعاثت فيه حفراً وتوقفت عن العمل، ولم يتم رصف الشارع مرة أخرى، وليس هناك بوادر للتفكير ضمن ميزانية هذا العام- حسب علمي- وربما وضع ضمن موازنة العام القادم، إن ظننا خيراً بولاية الخرطوم ووزارة بناها التحتية. *وبمناسبة البنى التحتية هذه، والتي ينضوي تحت لوائها هيئة مياه المدن، فتلك هيئة أمرها عجب، قبل أكثر من 3 أشهر لاحظنا تسريب مياه في ماسورة مياه في الشارع قبالة المستوصف الخيري بحلة حمد، وعندما أبلغنا الرقم 3131 لطوارئ المياه لم يحركوا ساكناً، فانطلقت مع مديرة المستوصف الخيري لإبلاغ مكتب مياه مدينة بحري عبر شباك الشكاوي، وحضروا بعد جهد وقاموا بحفر الطريق وقالوا إنهم عالجوا الأمر، وسيعودون بعد أن تجف المياه لردم الحفر، لكن هيهات ثم هيهات، فنوافير المياه تمد لسانها لنا يوماً بعد يوم تعيثوا ضرراً في جدران المستوصف الخيري، ولا وجيع لهذا المبنى المُنشأ من مال الشعب أن تتداعى جدرانه، قبل ثلاثة أيام بادر المدير التنفيذي لبحري لردم حفر هيئة المياه، ولكن الطريق كما هو وبعض حفر هيئة المياه مازالت فاغرة فاهها. *هذه مستوى خدمات البنى التحتية بولاية الخرطوم في حي من أعرق أحيائها، عُثرت فيها أقدام المارة وسيارات السائقين بدل بغال الشام، وفشلت هيئة المياه في حل مشكلة كسور، فلمن المشتكى بعد الله سبحانه وتعالى يا والي الخرطوم.