إذا كان الاتحاد العام قد عاقب ناديي الهلال والمريخ بأداء أولى مبارياتهما في الممتاز بدون جمهور نتيجة لأحداث مباراتي ختام الممتاز وكأس السودان المؤسفة. فإن العقوبة ذاتها يبدو انها (محمدة) ناديي مدني الاتحاد وجزيرة الفيل بأداء معظم مبارياتهما على أرضهما بدون جمهور، ولكن هذه العقوبة تختلف عن تلك، لأن جمهور مدني هو الذي أوقعها وليس الاتحاد العام، بعد أن (زهج) فيما يبدو من تدني الكرة بالمدينة العريقة، و(قرف) كما هو واضح من تواضع مستوى أنديتها البائس بدليل هبوط سيد الأتيام و(طياشة) الرومان، وتدني مستوى الأفيال الذين فرحوا لمجرد التعادل مع الموردة. ولعل مقاطعة جمهور ود مدني لمباريات أنديته قد وضح جلياً في الموسم السابق الذي سجل أدنى معدلات دخل في تاريخ المدينة التي كانت فيما مضى تعشق الكرة بدرجة الوله، إلا أنها طلقتها بالثلاثة مؤخراً، وباتت المدرجات فارغة لدرجة أن نصيب سيد الأتيام من دخل احدى مبارياته في الموسم السابق للممتاز لم يتجاوز ال25 جنيهاً فقط، تسلمها نائب رئيس النادي مولانا بشار أبودجانة، وسلمها (صرة في خيط) كما قال ساخراً لصاحب الحافلة المخصصة لترحيل اللاعبين للاستاد .. تصوروا!!! أما الرومان فقد كانت معاناتهم الموسم الماضي أسوأ حالاً، فقد حكى لنا سكرتير النادي آنذاك الآخ معتصم عبد السلام بحسرة، أن دخل النادي من احدى مبارياتهم في الممتاز وضح بأنه لايكفي ثمناً لوجبة عشاء اللاعبين مكونة من طبق فول حاف بدون طعمية ولاحق زيت من مطعم كشك الشهير بسوق ود مدني، والحال نفسه ينطبق على تدني دخل الأفيال. وقد استبشرنا خيراً ببطولة الأمم الافريقية التي أعادت جمهور ود مدني مجدداً للمدرجات إلا أننا مع الأسف (حتلنا) ثانية في مستنقع الإحباط مع أول مباراة للرومان أمام النسور في مطلع الموسم الجديد، والتي لم يغط دخلها نفقات رجال الأمن وحكام المباراة، وخرج منها نادي الاتحاد (ملوص) ولا حتى حق الفول مافي يا كافي البلاء، وعندما سألنا سكرتير اتحاد الكرة معتصم عبد السلام من أين دفعتم نصيب حكام المباراة قال متحسراً: حولناهم للاتحاد العام لاجراء اللازم. بالواضح سادتي هذا هو حال أندية مدني.. فهل تتوقعون بالله عليكم ممن لا تحقق مباراته على أرضه دخلاً يكفي لوجبة عشاء للاعبيه أن يصمد في بطولة مشوارها طويل وشاق، يتطلب معسكراً دائماً بإعاشته بخلاف حقوق المدربين واللاعبين والترحيل شرقاً وغرباً وشمالاً.. اللهم إلا إذا كنتم تحلمون.. .. مع أن الفنان الراحل سرور عليه الرحمة ظل يغني منذ عشرات السنوات ويردد أطرد الأحلام يا جميل واصحى.. فهل يصحى أهل مدني على واقعهم الأليم.