تقدمت الحكومة المصرية بالشكر إلى الحكومة السودان وأشادت بما بذلته من جهد لتأمين مبارة مصر والجزائر التى استضافها استاد المريخ الاربعاء الماضى. ونقل وزير الخارجية المصرى احمد ابوالغيط للفريق أول عبد الرحمن سر الختم، سفير السودان في القاهرة، أمس، بناء على تكليف من الرئيس حسني مبارك، نقل شكر وتقدير مصر للسودان الشقيق قيادة وحكومة وشعبا لما بذلته السلطات السودانية من جهد لتأمين عودة المواطنين وبعثة المنتخب القومى لأرض الوطن. وقال أبو الغيط - في تصريحات صحفيه - إنّه أبلغ سفير السودان شكر وتقدير مصر للسودان الشقيق وشكر الشعب المصرى للشعب السودانى لكل الجهد الذى بذل فى الخرطوم لتأمين عودة المصريين، وكذلك استقباله وإتاحة الفرصة له لمشاهدة المباراة. وأضاف: إن السودان بذل أقصى ما فى وسعه ووضع العديد من القوات لتأمين المصريين والجزائريين ونقدر هذا الجهد، ونقلت ذلك إلى سفير السودان. وقال وزير الخارجية المصري: «كل التقدير لما بذله السودان وحكومة السودان والأمن السوداني والقوات المسلحة السودانية.. وتابع: لا حقيقة إطلاقا بأنه كانت هناك رغبة للإضرار بالمصالح المصرية، وأن الأخوة فى السودان حريصون على المصالح المصرية وقدموا كل المساعدات للمواطنين المصريين«. موضحا أن السفير السودانى أبلغه رضاء أهل السودان وحكومة السودان عن أداء الفريق المصرى وأيضا للشكل والمظهر الطيب الذى ظهر به المشاهد والزائر والمتفرج. وفى السياق اكد الفريق أول عبدالرحمن سرالختم تبرؤ وإدانة الجانب المصرى لما ورد فى بعض اجهزة الاعلام المصرية وقال: «نقلت للقيادة السودانية تقدير واحترام القيادة والشعب المصري للجهود التى بذلت لتأمين المباراة» وقال: لن نسمح لأي انسان بالاساءة للسودان. وأشار الى تميُّز العلاقة بين البلدين وزاد: «علينا أن نطورها» ومن جانبه وصف المستشار الإعلامي بسفارة مصر بالخرطوم ما ورد فى بعض القنوات المصرية بأنه محض هراء، وأن ما قاله المشجعون نابع من توترات وانفعالات من هول الصدمة. وعلي صعيد آخر أكد الفريق أول(عبد الرحمن سر الختم) السفير السوداني بالقاهرة أن هدف المسئولين في مصر والسودان الآن هو الحفاظ علي علاقة البلدين الشقيقين وحمايتها من جراء العبث الاعلامي الذي صاحب مباراة مصر والجزائر والتي أقيمت بالخرطوم. وقال(سر الختم) في مؤتمر صحفي بمقر السفارة السودانية بالقاهرة أمس أن ما حدث يشبهه الآية الكريمة (لا تقربوا الصلاة)،ونبه السفير إلي أهمية إدراك حجم الجرح الذي تخلفه الأكاذيب من قبل إعلاميين غير مسئولين، وعدم خلط الاوراق، مشيدا في الوقت نفسه بالإعلام الموضوعي الذي يعكس كل الجوانب دون أجندات خفية. وإنتقد(سر الختم)في هذا الصدد الصورة التي عكستها عدد من وسائل الإعلام المصرية عن السودان أول أمس قائلا:(أن السودان قد ظًلم وأن الصور التي يبثها الإعلام بحمل الجزائريين للأسلحة البيضاء في الملعب وإعتدائهم علي المصريين هي صور مدسوسة، كاشفا أن ذلك تم في الجزائر وليس في السودان أثناء مباراة مصر والجزائر. مؤكدا أنه لم يتم حدوث أي شغب داخل استاد المريخ وأن الأمن السوداني وضع خطة أمنية محكمة تماما ورفع حالة الاستنفار الامني بنشر 18 الف رجل أمن. موضحا أن الأمن السوداني كان حريصا علي فصل جماهير الجزائر ومصر كليا سواء في السكن او التنقلات أو في الإستاد، وأن الإشتباكات التي تمت كانت بسبب خروج حافلتين عن مسار المجموعة المتفق عليه وهو ما كان سببا في تعرضهم لرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة من قبل الجزائريين، مشددا علي ان هذه الإحتكاكات لا تقلل جهود الامن السوداني والترتيبات التي حاول ان يسئ لها الإعلام. ورأي السفير أن مثل هذه الأفعال من الإعلام غير المسئول يخلف ورائه آثار سالبة علي الجماهير السودانية، مشيرا إلي أن كثير من السودانيين إستضافوا الجماهير المصرية في منازلهم بعد ان إمتلأت كل الفنادق والشقق السكنية، وأن السودانيين يرددون الآن عبارة(خيرا تعمل شرا تلقي). وقال سر الختم هذا ما لا نريده مؤكدا علي أن العلاقات المصرية السودانية مقدسة يجب حمايتها محذرا من مغبة العبث بها وتسائل ؟ من المستفيد من تراجع هذه العلاقة؟ وحكي السفير عن الأجواء التي عاشها كثير من السودانيين قائلا(عشنا أجواء التوتر العصبي ونحن نشاهد المباراة ومنذ إنتهاء مباراة مصر والجزائر الأولي وما تلاها وأن السفارة بادرت بنقل كل ما يدور في القاهرة للخرطوم للتعبير عما ينبغي أن يكون من إعداد لهذه المباراة، مبينا أن الخرطوم إستجابت وكونت لجنة عليا وشكلت غرف عمليات بها كل الأجهزة المعنية بالتجهيز للمباراة بإشراف رئاسي وأن نائب الرئيس علي عثمان محمد طه كان متابعا بنفسه هذا الامر. وأضاف السفير صحيح هناك إصابات إلا أنه لا توجد أي حالات حرجة أو حالات وفاة، مؤكدا أنه لم تشرق الشمس إلا وعاد كل المصريين إلي بلادهم، مشيدا بسلوك الجمهور المصري في السودان وسلوك لاعبي المنتخب المصري، معتبرا هذه الحكمة كان لها دور في التهدئة، وإلا كانت أصبحت مذبحة بحسب قوله، ولفت السفير الي أن السودان لم يختار أن تقام بأرضه المباراة وأن السودان قبل التحدي لإستضافة بلده الشقيق. ومن جانبه قال(كمال حسن علي) رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة أن الحزب الوطني المصري إتصل بنا قبل المباراة للتنسيق للسفر الي الخرطوم، مضيفا ووجدوا في إستقبالهم مستشار الرئيس البشير للعلاقات الخارجية(د.مصطفي عثمان اسماعيل)، موضحا أنهم قاموا بتكليف شباب حزب المؤتمر الوطني بتوزيع الأعلام المصرية في شوراع الخرطوم كما شدد علي أهمية الحفاظ علي العلاقات التاريخية والأزلية بين البلدين.