الصراع مع اليهود ليس هو صراع أرض وحدود وحسب بل هو في حقيقته صراع عقيدة ووجود. قال تعالى: «وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا» البقرة (217)، وقوله تعالى: «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا» المائدة (82)، فهذا الصراع مبعثه ومردّه الحسد، فالحسد الذي بموجبه طرد إبليس من رحمة الله كذلك كان هو دافع اليهود للحقد على أمة الإسلام الأمة الخاتمة. كان اليهود يتوقعون أن يخرج النبي الخاتم من بين أظهرهم ظناً منهم أن رسل السماء حكراً عليهم دون سائر الأمم لكن شاءت إرادة السماء أن يكون خاتم الرسل ومعلم البشرية جمعاء من حَفَدة سيدنا إسماعيل «عليه السلام» فاصطفى المولى عز وجل لها الرسول الخاتم محمد بن عبد الله «صلى الله عليه وسلم» سيد ولد آدم ولا فخر. حينها جنّ جنون حَفَدة القردة والخنازير ومن حينها أعلنوها حرباً شعواء على أمة الإسلام أمد الدهر حتى يردوهم عن دينهم، قال تعالى: «وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ» البقرة (109). حارب الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعده صحابته، مشركي الجزيرة العربية ولم تمتد الحرب لأكثر من عشرين عاماً وكذلك مع فارس في العهد الأول إلا أن الحرب التي شنّها اليهود على الإسلام أطول أمداً وأعرض مجالاً فهي لها الآن زهاء الخمسة عشر قرنا ولم تخمد نارها وتزداد استعاراً كل يوم فالرسول «صلى الله عليه وسلم» ومعه قلة من صحابته عند بدايات الدعوة ينالون الأذى والكيد من مشركي مكة ولم تتكون للمسلمين دولة بعد تتنزل عليه من لدن حكيم عليم سورة الإسراء التي يسميها بعض المفسرين بسورة بني إسرائيل وتبين له أن العدو الاستراتيجي والحقيقي لهذه الأمة هم اليهود حَفَدة القردة والخنازير وأن الحرب معهم سوف يتخللها إفسادان كبيران، قال تعالى: «وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا». على مدار التاريخ الإسلامي كل المحن والمصائب التي مرت بالأمة يقف خلفها اليهود فالذي ألّب الأحزاب على الدولة المسلمة الناشئة في المدينة وجمع بين اليهود وقريش والقبائل العربية الأخرى هو اليهودي حيُي بن أخطب، والذي قاد مخطط مقتل الخليفة العادل وعملاق الإسلام سيدنا عمر بن الخطاب «رضى الله عنه» هو اليهودي كعب الأحبار الذي كان يبطن اليهودية ويظهر الإسلام نفاقاً، والذي ألّب العوام وجمع الشراذم وأطلق الشائعات في فتنة مقتل سيدنا عثمان بن عفان وأشعل نار الفتنة الكبرى هو اليهودي عبد الله بن سبأ الذي كان يبطن اليهودية ويظهر الإسلام نفاقاً والذي أسقط الخلافة العثمانية وأجج نار النعرات القومية في دولة الخلافة هو اليهودي كمال أتاتورك الذي كان يبطن اليهودية ويظهر الإسلام كفراً ونفاقاً، وسائر ما تلا ذلك من الحرب المعلنة على طلائع البعث الإسلامي في كل مكان على وجه الأرض وراءها اليهود وحتى الحرب الكونية المعلنة على الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب التي يقودها الشيطان الأكبر أمريكا ومملكة الشر بريطانيا يقف خلفها اليهود. خطر حَفَدة القردة والخنازير خطر داهم تئن من وطأته البشرية جمعاء فالذي كان يقف وراء النزعة المادية الإلحادية اليهودي كارل ماركس والذي كان يقف وراء النزعة الحيوانية للإنسان اليهودي فرويد ويقف وراء هدم الأسرة وتفكيك الروابط المقدسة في المجتمع هو اليهودي دركايم ويقف وراء أدب الانحلال والضياع اليهودي جان بول سارتر. الظاهرة اليهودية هي عبارة عن إخطبوط سرطاني خطره ممتد داهم وجاثم على صدر كل مسلم فأنت إن عزلت نفسك فهو لن يتركك لحال سبيلك بل سوف يصلك الدور يوماً وتنال ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وسحل وكذلك ما يعانيه شعب العراق. لذلك على مسلم مؤمن بحق وحقيقة أن يشمر عن ساعد الجد لرد الكيد والتآمر اليهودي الذي حدوده وأرضه ليست أرض فلسطين وحسب بل هو يبدأ من كل قرية ومدينة عربية وإسلامية. [email protected]