الطيور والدواجن لها مكانة خاصة لدى أهل العاصمة الخرطوم، ولكن في مدينة أم درمان تسمو هذه المكانة لتتخذ لها سوقاً مخصصاً فيه من «البط، الدجاج، الحمام، الديوك الرومية أو الحبشية». ويظل هذا السوق لُغزاً غامضاً عندما يرتاده البعض لأغراض الشعوذة. «الأهرام اليوم» دخلت «سوق الجداد» بأم درمان وفيه قال كبير السوق ناجي جبر الله عثمان الملك المولود بأم درمان، قال إن سوق الدجاج تم تحويله من «الملجة» إلى هذا المكان في عام 1959م. وأردف أنه ورث هذه المهنة من والده الذي يعمل بها منذ الخمسينيات، وعن تجارته أبان أن ما لديه من «ديوك» بلدية يرغبها أفراد الجالية الحبشية في السودان بشدة يليهم أفراد قبيلة الدينكا ثم باقي المواطنين الذين يفضّلون «الإناث» لرخص ثمنها. وأكد أن الدجاج البلدي مرغوب أكثر من «البيطري» لأنه خالٍ من التدخلات الكيميائية ولا يسبب «السرطانات» حسب قوله. وأضاف أن «جوز» الحمام بستة جنيهات ويتوقف المشتري عند حجمه لأن للحمام فائدة كبيرة في شفاء العديد من الأمراض إن تم تناول «شوربته» أو مشوياً. وعن الديك الرومي أو الحبشي، قال إنه يوفره لأعياد الكريسماس خاصة في مثل هذه الأيام وأردف أن أفراد الجاليات الأوروبية مثل الفرنسيين، البريطانيين، الألمان، اليونانيين وغيرهم يحرصون على شرائه كل عام ويفضلون الأحجام الكبيرة علاوة على «النقادة» أو الأقباط الذين يشترونه كطقس ديني مثلهم مثل الغربيين لاحتفالات أعياد الميلاد «الكريسماس» ورأس السنة وعيد الشكر. وعن أسعار الديك الرومي قال إن ثمنه يتفاوت ما بين 150-160 جنيهاً ويتراوح وزنه ما بين 5-8 كيلو جرامات. وأردف أن الجميع يحبونه ويعتبرونه بمثابة «خروف أضحية». بينما يبلغ سعر الديك البلدي ما بين 18-25 جنيهاً حسب وزنه وهو يقوم بتوريد بضاعته من الجزيرة، تنبول، رفاعة، أم ضواً بان ومناطق شمال أم درمان، لأن أهل أم درمان تركوا تربية الدجاج بسبب الكثافة السكانية وضيق المنازل. وقال إن لديه الآن 150 ديكاً بلدياً و20 ديكاً رومياً و80 «جوز» حمام. وقال ناجي إنه بعد تجنيب مصاريف الرخصة، العوائد، الكرت الصحي والنفايات فإن متوسط دخله اليومي 30 جنيهاً خاصة بعد الكساد الذي عمّ الأسواق الآن وأردف أن الشركات أسهمت في تخفيض أسعار الدواجن مما أنعكس سلبياً عليهم وليس لديهم القدرة على مجاراتها. وعن اتهام البعض لهم بتوفير الدجاج الخاص بالمشعوذين أبان أن البعض يأتيهم لشراء «ديك بلدي أسود» أو دجاجة بيضاء في رأسها علامة سوداء أو ديك رومي كبير «لميز» الزار وهم يبيعونهم إيّاه دون سؤال ويرفعون أسعار الديوك المقصودة لأنها مرغوبة حتى يصل سعر الديك إلى خمسين جنيهاً والرومي المحدد إلى 250 جنيهاً، وسخِر من مرضى الدجل والشعوذة ونصح النساء بأن السحر لن يجعل الأزواج لا يفكرون في الزواج بأخرى وأكد أن الرجال لا يأتون لمثل هذه الخزعبلات.