حبست مديرة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالسودان؛ جيل هيليكه، أنفاسها وهي تشاهد أمس الثلاثاء بمركز مأمون بحيري الفيلم الوثائقي (مصيدة الأحلام)، الذي خصص لتناول ظاهرة الإتجار بالبشر عبر الهجرة غير الشرعية لمن يبحثون عن تحقيق أحلامهم على أرض الواقع. الدموع تناثرت على الخدود عندما حكت الحاجة زينب أحمد عبد الله - (60) عاماً - عن فقدها لولدها هشام، من مواليد 1971م، خريج جامعة السودان، بعد أن مات غرقاً قبل أن يصل إلى مبتغاه، وعرض الفيلم الوثائقي كذلك لقطات تلفزيونية تظهر إلقاء السلطات الأمنية القبض على شبكات تهريب للبشر عبر البحر الأحمر، وبحسب التقديرات فإن عدد المهاجرين السودانيين إلى إسرائيل بلغ أكثر من (10) آلاف شخص، وأشار الفيلم الوثائقي إلى أن تهريب الشخص الواحد في شرق السودان يتم بمبلغ (2500) جنيه وعندما يصل إلى سيناء يرتفع المبلغ إلى (2500) دولار. ويقول أمين عام جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج؛ كرار التهامي، إن الحكومة تتحدى تقارير صادرة عن الخارجية الأمريكية تتحدث عن هجرة أطفال من السودانيين عبر اليمن إلى السعودية بغرض التسول بخلاف ممارسة (الدعارة) في بعض الدول بالنسبة لبعض المهاجرات، وأشار كرار إلى أن الحكومة لاحظت في التقرير الأمريكي ارتكازه على تكرار كلمة (الدعارة) في وصف الهجرة غير الشرعية. وتسعى الحكومة من خلال حملة تطلقها لتوضيح ما جاء ذكره في التقارير الدولية بذلك الخصوص. ووصف كرار عملية الإتجار بالبشر السودانيين إلى لبنان بأنها (ذكية)، ووصف أحوالهم المزرية في بيروت من خلال السجن الذي يواجه مصير شباب السودان هنالك. ونبه كرار إلى عدم وجود تشريع واضح في السودان حول محاربة ظاهرة الإتجار بالبشر ووضع العقوبات للمجرمين وقال: «نحن تصنيفنا الدرجة الثالثة، الطيش بين الدول»، ويسعى جهاز شؤون العاملين إلى استنهاض همة البرلمان ومنظمات المجتمع المدني والإعلام للمشاركة في وقف هذه الظاهرة. وكشف كرار عن إيجابيات الهجرة المنظمة وقال إن تحويلات المغتربين السنوية للسودان تصل إلى («3» بلايين دولار و«53» مليون دولار).