استدعت وزارة الخارجية، يوم الإثنين، القائم بالأعمال الليبي بالإنابة، ونقلت له استنكار الخرطوم الشديد لاتهامات رئيس الوزراء الليبي للخرطوم بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية. وأكدت أن التصريحات التي أدلى بها لا تتسق ومواقف السودان الثابتة إزاء ليبيا. وأفاد وكيل وزارة الخارجية عبد الله الأزرق بأن اتصالاً هاتفياً جرى، الأحد، بين وزير الخارجية علي كرتي ورئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني، أوضح خلاله كرتي بشكل صريح موقف السودان في هذا الشأن مع تأكيد حرصه على تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا. ونقل كرتي للثني استعداد السودان لبذل الجهود كافة لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الليبية المتنازعة مع ترحيب واستعداد الخرطوم لاستقبال جميع الفاعلين في الساحة السياسية الليبية للتشاور معهم فيما يتصل بجهود رأب الصدع بين جميع الفصائل الليبية. وأشار وكيل الخارجية إلى أن وزير الخارجية أكد لرئيس الوزراء الليبي نفي السودان القاطع لأي تدخل للسودان في الشأن الداخلي لليبيا، مؤكداً أن هذا يتناقض مع السياسات المرسومة التي عليها العمل والممارسة. واتهم الثني قطر والسودان بإرسال سلاح إلى قوات فجر ليبيا. وحذَّر في حديث لقناة "اسكاي نيوز عربية" ليل الأحد الدوحةوالخرطوم من قطع العلاقات الدبلوماسية معها إذا "لم ينتهيا". وسبق ذلك بيان صادر عن الحكومة الليبية تحدث عن دخول طائرة نقل سودانية محملة بالعتاد العسكري المجال الجوي الليبي في طريقها إلى مطار طرابلس، الواقع حالياً تحت سيطرة جماعة إسلامية مسلحة تعرف باسم (مصراتة). لكن وزارة الخارجية والجيش وجهاز الأمن كلها نفت الأمر بشدة، وأشارت إلى أن الطائرة كانت في طريقها لمطار الكفرة لتزويد القوات المشتركة السودانية الليبية بالسلاح والمؤن. وأوضح الأزرق أن كرتي شرح لرئيس وزراء ليبيا الحقائق المتعلقة بموضوع الطائرة السودانية المشار إليها، حيث أكد أنها كانت في رحلة راتبة لتزويد القوات السودانية الليبية المشتركة بالمؤن والغذاء والمتطلبات الخاصة بالقوات. وأشار وزير الخارجية كرتي إلى أن الطائرة هبطت في مطار الكفرة بإذن رسمي من رئيس المجلس العسكري الليبي في الكفرة، كما أن قائد القوات السودانية الليبية المشتركة الليبي العقيد سليمان حامد، استقبل الطائرة التي أفرغت حمولتها بحضور القادة العسكريين والشيوخ وزعماء القبائل في المنطقة، ثم عادت أدراجها إلى السودان. وأبان أنه لم يكن من المخطط للطائرة أن تهبط في مطار معيتيقة، كما أشارت بعض وسائل الإعلام، وأكدت هذه الوقائع تصريحات رئيس المجلس العسكري الليبي في الكفرة العقيد سليمان حامد. وأكد وكيل وزارة الخارجية للقائم بالأعمال الليبي، حرص السودان الكامل على أمن واستقرار ليبيا مع شجبه لكل محاولات المساس بأمنها واستقرارها، والتأكيد على التزامه بمقررات مؤتمر دول الجوار الليبي الذي انعقد بالقاهرة نهاية أغسطس 2014، وقطع بحرص الخرطوم على علاقات متينة مع طرابلس.