أن البنتاغون تورط خلال العامين الماضيين في صراعات في ليبيا والصومال ومالي ووسط إفريقيا، وفي غضون ذلك أنشأت القوات الجوية الأمريكية قاعدة رابعة للطائرات دون طيار في إفريقيا، بينما كثفت البوارج الأمريكية مهماتها على طول سواحل شرقي وغربي إفريقيا، أضف الى ذلك انه عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» عن خطط طموحة لإقامة شبكة تجسس عالمية جديدة تضم المئات من العملاء الذين سيتم توزيعهم على مختلف دول العالم، كان نصيب إفريقيا ضم عدد من الملاحق العسكريين بالقارة السمراء، وأخيراً بدأت وزارة الدفاع الامريكية تنفيذ عدد من العمليات العسكرية عبر القواعد التى تملكها في القارة الإفريقية منها المعلنة في الصومال وإثيوبيا وجيبوتي ويوغندا وكينيا والنيجر والسيشيل وحتى بوركينافاسو، بالإضافة إلى موريتانيا والجزائر حتى الآن، ومنذ عام 2007م، بالاضافة إلى قواعد غير معلنة أو سرية في عدد من الدول الإفريقية ليكون مجموع تلك القواعد بحسب نشرات استخبارية «12» قاعدة للطائرات بدون طيار، وذلك في عدد من الدول وهي تتوالد كالفطر وتطوّق القارة الإفريقية كالأخطبوط، آخرها أنشئ بين العامين «2008 2009م». لكن الاخطر من تلك القواعد العسكرية هي برامج وزارة الدفاع الامريكية التى تسمى بلغة الملاحق العسكريين الامريكان برامج استطلاعية واستخبارية، وهي التى تقوم أساساً على العمل العسكري والاستخباري غير المشروع وفق بروتكولات بين الولاياتالمتحدة وتلك الدول، وتشرف عليها القيادة العسكرية الامريكية لافريقيا «أفريكوم» وتتمثل في برامج تسمى «تاسكر ساند، Tusker Sand، كريك ساند، Creek Sand، أزتاك آرشر، Aztec Archer، وتاسكر وينغ، Tusker Wing» وهي التى تتخلص في الشركات الأمريكية الأمنية، والأشهر سمعة «بلاك ووتر»، وأخطر ما في تلك الشركات او البرامج الاستخبارية العسكرية أن لديها «50» شركة في موزعة في دول القارة الإفريقية منها السودان. أما توزيع القواعد الامريكية فهو كالتالي: نواكشوط في موريتانيا: تقوم طائرات ال «بي. سي12» برحلات للمراقبة والمسح والتنصت. سيدي يحيى في المغرب: بها خدمة الصواريخ المضادة للسفن في منطقة الاطلسي والبحر الابيض المتوسط، والى جانب ذلك فإن الامريكيين يملكون مراكز تدريب عسكرية في قينيطرة وبوكاديلي. رأس نباس وقاعدة كينا الجوية في مصر: تستخدمها القوات الجوية الأميركية لأغراض التزود بالوقود ومهام دعم الجسر الجوي، ومصر بها العديد من الموانئ التي يمكن استخدامها لتحريك القطع البحرية الأميركية وتغيير أماكنها أثناء سير أية عمليات عسكرية أميركية بالمنطقة. واغادوغو في بوركينافاسو: تتولى نفس النوعية من الطائرات القيام بطلعات استكشافية من واغادوغو شمالاً حتى مالي فموريتانيا والصحراء. عنتيبي في أوغندا: تتولى عناصر مكونة من «100» جندي العمليات الخاصة في مسارح وحركة ونشاطات جيش الرب. خليج ماند في كينيا: يرابط فيها ما يزيد عن «100» من عناصر القوات الخاصة تم نشرهم بقاعدة عسكرية كينية. فيكتوريا في سيشيل: حيث تقوم طائرات دون طيار Reaper Drones، بالمسح والمراقبة والتجسس على منطقة إفريقيا الشرقية مستخدمة قاعدة تم إنشاؤها بهذه الجزيرة. انزارا في دولة جنوب السودان: حيث تعتزم وزارة الدفاع الأمريكية نشر طائرات مراقبة واستطلاع بهذه المنطقة الحيوية والحساسة. عرب مينش في إثيوبيا: سرب من الطائرات دون طيار يقوم برحلات من إثيوبيا حتى الصومال. تمراست في الجزائر: تضم من300 إلى400 عسكرى أمريكى متخصص فى الاتصالات السلكية واللاسلكية من خبراء التنصت مهمتهم التقاط مكالمات الهواتف المحمولة أو تم تمويلها بواسطة الكونغرس ب «500» مليون دولار، وأنشأتها الشركة الأمريكية هالبيرتون. معسكر لومونيي في جيبوتي: القاعدة الكبرى بها «1800» عسكري، وطائرات بدون طيار، وحسب الخطة الامريكية فإنهم يعتزمون نشر حوالى «3000» عسكري بإفريقيا مع نهاية عام 2013 الجاري. معسكر بانغي وجيمار في إفريقيا الوسطى: لديها قاعدتان مواجهتان لجيش الرب. روبرت فيلد في ليبيريا: رغم رفض الرئيسة إلين جونسون العلني لاستضافة الجيش الأمريكي، لكن مطار روبرت فيلد يتم استخدامه من قبل الجيش الامريكي. سايمون ستون وريتشارد بي في جنوب إفريقيا: حيث يحصل البنتاغون على معلومات تفصيلية تتعلق بمنطقتي المحيط الهندي والأطلسي، تلك المعلومات التي تأتي من المركز الإفريقي الجنوبي للاستطلاع اللاسلكي في سيلفر سماين قرب سايمون ستون. دنقلا والفاشر في السودان: منحت الخرطوم القوات الأمريكية تسهيلات إبان حكومة النميري قاعدة في سواكن على البحر الاحمر، والفاشر على الحدود الليبية وفي دنقلا شمال الخرطوم، لكن العلاقات لم تستمر لذا فشلت، لكن الجيش الامريكي يعمل في حصص القوات البورندية والرواندية والسنغالية التى تعمل تحت راية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة «يوناميد»، لذا ناقش مجلس الأمن أخيراً استخدام تلك القوات طائرات بدون طيار. توليو في النيجر: منحت الجيش الامريكي أرضاً لاقامة قاعدة جوية لطائرات بدون طيار وهي تقع شمال العاصمة نيامي. والأخطر في العمليات التوسعية العسكرية الامريكية أن تدار منذ فترة طويلة دون رقابة، بدليل أن الطائرات بدون طيار اعترف بها السيناتور الأمريكى الجمهورى لندسى غراهام المعروف بتأييده لاستخدام الطائرات بدون طيار، وذكر إخيراً أن هذه الطائرات قتلت حتى الآن نحو «4700» شخص، بينهم مدنيون، وذلك منذ بدء استخدامها فى عمليات القتل الانتقائي لمشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، صحيح أن أمريكا قامت بذلك بالاتفاق مع دول القارة الإمريكية، لكن الرقابة على تلك العمليات مهمة، خاصة أن الكونغرس ليست لديه مرآة ليرى ما تفعله قواعده العسكرية والاستخبارية بالقارة السمراء.