التقت (الإنتباهة) أثناء جولتها في المملكة العربية السعودية بالمغترب السوداني الأستاذ ياسر حسين محمد عبد القادر «أبو مازن» من أبناء حلفا القرية «20»، تلقى تعليمه الأولي في حلفاالجديدة بمدرسة البريسي والثانوي بمدرسة الطبري، ثم قرر الهجرة إلى المملكة العربية السعودية والتي بدأت في العام (1998م)، التقته (نافذة مهاجر) ليحدثنا عن تجربته ورحلته في الغربة فأفادنا بالتالي: ٭٭ في البدء ما هي دوافع هجرتك؟ دوافع الهجرة كثيرة وتقاطعاتها مختلفة خاصة عند التفكير في الابتعاد عن الأهل والوطن ولكن يصبح الدافع الأقوى لهذا الاغتراب السعي لتحسين الوضع المادي وتوفير مسكن ومعاش كريم، وبالنسبة لي فإن أهم ما حدث لي هو أدائي لمناسك الحج والعمرة والإلمام بعلاقات اجتماعية كثيرة وخبرات لم أكن أحلم بتحقيقها يومًا والمملكة أتاحت لنا الفرصة لتحقيق آمالنا وأحلامنا. ٭٭ ما مدى تأثير الغربة عن البعد عن الأسرة والأهل؟ الناتج عن البعد قطعًا له تأثير كبير على المغترب فاغتراب الأب يجعل الأوضاع مختلفة فإن كان الأب موجودًا فإنه يقوم بمهامه الموكلة له، أيضًا البعد عن الأهل له تأثير كبير من الناحية النفسية لما تكابده من اشتياق إلى لمة الأهل والأقرباء ويكون أكثر إيلامًا في مواسم الأعياد ففي هذه اللحظات يحن المغترب لتقضيته بين أفراد أسرته فكما أن للاغتراب حسنات فله سيئات، فإحساس المغترب بالوحدة وهو بين الناس من أكبر السلبيات، ولكن الظروف ألزمتنا بضرورة التضحية من أجل تعليم أبنائنا ورفاهيتهم وكان الله في عون إخواننا المغتربين سفراء الإنسانية الأوفياء. ٭٭ ماذا أضافت لك الغربة وماذا خصمت؟ الغربة أضافت لي الاعتماد على النفس في قضاء كثير من المهام الحياتية اليومية وأيضًا الصبر على قضاء أعمال تحتاج لصبر، وأضافت لنا التعرف على كثير من الناس واكسبتنا خبرات متنوعة في مجالات متعددة والمغترب مبدع وساعد على كسب هذا الإبداع الاحتكاك بشخصيات من دول مختلفة والتنوع حتمًا يساعد على خلق الإبداع والتأني في اتخاذ القرارات الصعبة، أيضًا خصمت منا الأيام الجميلة بابتعادنا عن أهلنا وزوجاتنا وأبنائنا وكذلك عدم إشرافنا بصورة مباشرة على تربية أبنائنا فلذات أكبادنا وعدم المتابعة أثناء تربيتهم ودراستهم وكذلك المناسبات الاجتماعية من أفراح وأتراح التي مرت دون حضورنا لها بين الأهل والأصدقاء في الوطن. ٭٭ ماذا عن دور السفارة السودانية وتعاملها مع المغتربين؟ كانت في السابق بها كثير من تأخير لمعاملاتنا وخدماتنا ولكن الآن وبفضل قائدها وربانها سعادة القنصل العام خالد الترس أصبح التنظيم ديدنها والسرعة والدقة في تقديم كل الخدمات والمساعدات لأخوانا المغتربين فله منّا كل الشكر لتذليل الصعاب التي تواجهنا ولهم دور كبير في المشاركات في حل قضايانا كأسر وأفراد وفيها طاقم مميز من أركان حرب القنصل العام نطمح منهم لبذل الكثير من التطوير. ٭٭ أصدقاؤك القدماء هل ما زلت تحتفظ بهم أم أخذتك الغربة منهم؟ بالطبع كل إنسان دومًا يحن لأيامه التي مضت وأيام زمان وكذلك هم أصدقاء الطفولة والدراسة وأولاد الحي دومًا نحِن لهم ونفتقدهم ونشتاق لهم وليت الزمان يجود علينا بوصلهم والجلوس معهم لاسترجاع ذكرى الزمن الجميل وكل تلك التفاصيل الجميلة وهي قاسم مشترك بيننا وبينهم لم ننساهم ولن نستطيع نسيانهم مهما ابتعدنا عنهم نشتاق لهم ولكن عودتنا لن تكون كما كانت زمان بأي حال من الأحوال، أتمنى أن نعود لنلتقي بهم ونصافحهم من جديد كانت لنا معهم أيام جميلة خلدت في ذاكرتنا كذكرى جميلة. ٭٭ كيف تصف علاقة السودانيين مع بعضهم في الغربة؟ علاقة السودانيين مع بعضهم البعض علاقة مميزة يسودها الترابط والمحبة والإخاء في تكافل اجتماعي منقطع النظير وكعادتهم دومًا وهذا الذي يميزهم عن باقي شعوب الدنيا دومًا مجتمعين مع بعضهم البعض في الأفراح وفي الأتراح يساعدون بعضهم بعضا.. نسأل الله أن يديم بينهم هذه المحبة وهذه الإلفة وهذا الإخاء فهم من أبناء شعبي الرائعين أينما ذهبوا فهم سفراء المعاني الجميلة وبلا أدنى شك وجه مشرق لبلادي العظيمة السودان العراقة والأصالة لهم منّا المحبة والود نشيل الود وندي الود. ٭٭ ماذا عن التلفزيون السوداني بالخارج؟ بالتأكيد التلفزيون السوداني بالخارج يقدم خدمة كبيرة عبر ربطنا بقضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وربطنا بمتابعة التنمية فهو المنفذ والملاذ لكل مغترب، بالإضافة لبقية قنوانتا الأخرى ونحن راضون عن ما يقدموه لنا من ترفيه فهو مؤسسة عملاقة ونشكرهم على مجهودهم وكذلك القائمين بأمره. ٭٭ حلم العودة للوطن.. متى سيتحقق؟ بالتأكيد كل مغترب يتمنى أن يكون بين أهله وأحبابه ووطنه وهو حلم يراود الكثيرين وأنا واحد من هؤلاء المغتربين النوارس المهاجرة أحلم بعودة قريبة وهي طبعًا ستكون عما قريب بإذن الله. ٭٭ كلمة أخيرة؟ أشكرك وأشكر صحيفة (الإنتباهة) التي تهتم بقضايا المغتربين وأتمنى لهم كل التوفيق.