مواهب حسن بشير «أميرة الاتكيت السوداني» التي كسبت شهرتها في دول الخليج فكانت السودانية الوحيدة التي تقلدت منصب عضو في جمعية علماء العرب للاتكيت والبرتكول، ورغم تخصصها في الصحافة وعلوم الاتصال إلا أنها اختارت النأي بعيدًا عن دنيا الإعلام والمعلومات وزحفت باتجاه آخر لتشق طريقها نحو السلوك الراقي وفن التعامل... «الإنتباهة» جلست إليها في دردشة خفيفة حول علم الاتكيت والبرتكول وعلاقته بالدين الإسلامي والعديد من المحاور فماذا قالت: جلست إليها: منى النور ما هو الاتكيت؟ هو فن السلوك الراقي وتهذيب النفس البشرية والتعامل الحسن بين الأفراد، ومنبعه الدين الإسلامي بدليل قوله تعالى «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». من ألهمك لخوض هذا المجال؟ يجب أن يكون الاتكيت متأصلاً داخل كل فرد خاصة الإعلامي، ومنذ طفولتي شكل النظام والتطور أهم مقومات حياتي، وخلال دراستي الجامعية زاد اهتمامي بهذا العلم من خلال احتكاكي بمختلف الطبقات والجنسيات، كل ذلك أسهم في حبي للاتكيت كعلم، وبدايتي كانت في السعودية على يد المدرب عائد والذي يطلق عليه أمير الاتكيت السعودي. هل تقبَّل المجتمع الفكرة ببساطة؟ مثل أي فكرة غريبة على المجتمع قابل البعض فكرة الاتكيت كعلم بسخرية واستهزاء لاسيما ونحن شعب اشتُهر بالبساطة في تعامله، ولكن مدى خبرة المدرب وقدرته على الإقناع تشكل عاملاً أساسيًا في توصيل الفكرة، واليوم هناك جهات تتصل بشخصي لعقد دورات لمنتسبيها، وقد نظمت عددًا من الدورات التدريبية منها دورة سيدات الأعمال ودورة هيئة التخطيط العمراني وقريبًا سوف تقام دورة حول فن الاعتذار ومعظم الشعب السوداني لا يجيد فن الاعتذار. هل المجتمع اليوم مهيأ لفكرة التغيير؟ بكل تأكيد... فالتعليم اليوم دخل كل منزل مما سهل من عملية التغيير وقبول الفكرة، والدليل على ذلك النظام الواضح في كل مناحي الحياة، فست الشاي مثلاً تعمل على وضع كبابي الشاي وكل أدواتها بصورة مرتبة، وهذا في اعتقادي نوع من الاتكيت. هل أُحبطت من ضعف التجارب أم زاد إصرارك على المواصلة؟ على العكس زاد إصراري على مواصلة مسيرتي لتعميم علم الاتكيت لقناعتي بحاجة المجتمع له. ما هو وجه الشبه بين الاتكيت والدين؟ علاقة قوية ويرتبط بعضها ببعض من باب التعامل مع الآخرين، فالرسول عليه السلام كان يعامل الناس سواسية، وكان يحث أصحابه على الاهتمام بالمظهر العام وغيرها من قواعد التعامل، وهناك من يظن أن صاحب الوضع المادي الجيد يفهم في الاتكيت والعكس هو الصحيح، فالرسول الكريم كان قدوتنا في التعامل، وهو كان يعمل راعي غنم وعمل بالتجارة، ولذلك الشخص البسيط يمكن أن يتعلم الاتكيت بذات القدر الذي يتعلم به الغني. هل المعايير التي تضعها الفتاة لشريك حياتها كاتكيت يمكن أن تقودها إلى تأخر زواجها؟ لا أعتقد ذلك. أيهما أكثر قبولاً لفكرة التغيير المرأة أم الرجل؟ المرأة بحكم تكوينها لديها المقدرة على تغيير الرجل بدليل المقولة الشهيرة وراء كل رجل عظيم امرأة. مستقبلاً بماذا تفكرين؟ أخطِّط لفتح معهد متخصص لتأصيل هذا العلم لحاجة المجتمع واستخرجت الأوراق الرسمية وكذلك قدمت مبادرة في «2009» بقيام أول مؤتمر محلي بالخرطوم بوزارة الإعلام ونسبة لعودتي إلى الخليج انقطع العمل واليوم عدت لمواصلة فكرتي.