اختتمت اللجنة الأمنية المشتركة اجتماعها الثالث بالخرطوم أمس، وقررت الالتئام مرة أخرى بمدينة جوبا في 17 سبتمبر المقبل، في الوقت الذي وصل فيه رئيس الآلية الإفريقية ثامبو أمبيكي للخرطوم لمقابلة الرئيس عمر البشير، وتعقد الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى اجتماعاً مهماً في أديس أبابا يومي «30» و «31» من أغسطس المقبل لمناقشة الترتيبات الأخيرة ووضع الأجندة بجولة جديدة من التفاوض بشأن القضايا العالقة، ومن المنتظر أن يطلع أمبيكي البشير على مستجدات القضايا والمراحل التي قطعتها اللجان المختلفة في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك. وفي المقابل ناقشت اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة التي استمرت بالخرطوم ليومين الإجراءات المتخذة من قبل الخرطوموجوبا بشأن وقف دعم وإيواء الحركات المسلحة والثقة المتبادلة والأفكار والرؤى في ما يلي الإشكالات والقضايا والاهتمامات. وأوضح الطرفان في بيان ختامي عقب نهاية الاجتماعات بنادي الضباط أمس أن الاجتماعات سادتها روح الشفافية والجدية والإرادة القوية والرغبة الصادقة في معالجة كل الاهتمامات والشكاوى، وقال الفريق بانقا للصحافيين إن الطرفين تبادلا الشكاوى والاهتمامات وقاما بالرد عليها كتابةً، وذكر أنهما اتفقا على أن تتحمل الدولتان كل النواحي اللوجستية لأعمال الفرق الميدانية المشتركة على أن تقوم بإنجاز مهامها خلال أسبوع، وأضاف أن الطرفين توافقا على إمكانية إضافة موقع أو مواقع أخرى بعد التشاور بين رؤساء الاستخبارات العسكرية وعبر الملحقين العسكريين بغرض التحقق من أية شكاوى، ولفت إلى أن الطرفين أكدا تقديم كل أشكال الدعم للآليات بموجب مقترح الاتحاد الإفريقي الخاص ببرنامج الحدود للتحري، والانسحاب وإعادة انتشار القوات على طول الحدود وفقاً للخريطة المقدمة من الوساطة الإفريقية، والالتزام بوقف كل أشكال الدعم والإيواء للحركات المسلحة وتبادل الشكاوى والاهتمامات، وإدامة التواصل بين رؤساء الاستخبارات العسكرية وقادة الأجهزة الأمنية بالبلدين عبر القنوات المتفق عليها بغرض التبادل الجاد والبت في شكاوى كل دولة. الى ذلك استقبل وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين أمس، وفد دولة جنوب السُّودان المشارك في اجتماع اللجنة الأمنيَّة المشتركة بالخرطوم برئاسة الفريق ركن ماج بول مدير الاستخبارات بالجيش الشعبي، بحضور الفريق أول ركن مهندس مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان المشتركة، والفريق ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي رئيس هيئة العمليَّات المشتركة، والفريق ركن صديق عامر مدير الاستخبارات.ووجَّه حسين بضرورة إنفاذ كل ما تمَّ الاتفاق عليه بين السُّودان ودولة جنوب السُّودان في اجتماعات اللجنة السابقة، آملاً أن تأتي نتائج الاجتماع الثالث إيجابيَّة وتصبَّ في خانة رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الطرفَين وتعزيز الثقة بينهما، لجهة دعم التعاون المشترك بين الدولتين لمصلحة شعبَي البلدَين. من جانبه ثمَّن رئيس هيئة الأركان المشترَكة لدى استقباله وفد دولة الجنوب، مجهودات اللجنة الأمنيَّة المشتركة في تقريب وجهات النظر بين الجانبَين، مشيرًا إلى أهميَّة التفاوض بروح طيبة للتوصل إلى حلول لكل القضايا العالقة بين الدولتَين لإقرار السلام وتطوير علاقات التعاون الثنائي.