الأسد هو أسد البراري فريق نادي بري العريق وقد أطلق عليه لقب «أسد البراري».. المرحوم عمر عبد التام شيخ النقاد الرياضيين وأحد أبرز من تعلمنا على يديه أصول المهنة.. وسألته عن سبب التسمية فأجاب بابتسامته العريضة بعد أن أخذ نفساً عميقاً من «كدوسه» الشهير.. أسد البراري حقيقة ثابتة فقد كانت تحيط بالخرطوم عند نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الغابات، وكانت توجد حيوانات مفترسة.. ومن أشهرها أسد في البراري كان يزأر وكل الخرطوم تسمع زئيره. أسد البراري الذي هو فريق بري الحالي زأر مساء أول أمس وفاز بالثلاثة على منافسه في المجموعة فريق هلال أم روابة بقيادة مدربه النشط سيد محمد صالح، وهي واحدة من خطواته للعودة لمكانه الطبيعي في الدوري الممتاز.. وهو مؤهل بما لديه من تاريخ وعراقة وكتلة بشرية كبيرة تشجعه ومن شخصيات لها دورها في كل السودان في كل مناحيه. أسد البراري تاريخ وعراقة فقد تأسس عام «1918م» حسب ما تقول شهادة ميلاده الأصلية. وبذلك يكون قد سبق كل أندية السودان بالتأسيس بعشر سنوات على الأقل، وقد أسسه أبناء البراري مع أساتذتهم الذين علموهم وعلموا السودان «الكورة» وهم الإنجليز وبالتحديد الجيش الإنجليزي.. الذي كان يتخذ من البراري مقراً له.. ولعب الإنجليز الكرة وتفرج عليهم الناس وقلدوهم وشاركوهم اللعب بل تفوقوا عليهم مما دعا الإنجليز ليلقبوا أحد أساطير الكرة السودانيين المرحوم «كشيب» بالخواجة الأسود. أسد البراري كان الضلع الثابت في الكرة السودانية والعاصمة وكان المنافس لقمة الكرة الأمدرمانية زمان الهلال المريخ الموردة.. وكان نداً بل كان الكثير من نجومه أساسيين في تشكيلات المنتخبات السودانية «رأس برأس» مع نجوم القمة.. بل كان نجوم بري يرفضون الانتقال للقمة الأمدرمانية بنسبة كبيرة. ومن القلائل من نجوم البراري الذين لعبوا خارج البراري مثل النجم الكبير الهادي صيام، والنجم الكبير عوض جولت والنجم الكبير إبراهيم كبير ومن نجوم الأمس القريب جداً أسامة السر ونجم الدين أبو حشيش والتاج حسن . لا يمكن أن نمر سريعاً دون أن نعيد للأذهان أشهر نجوم الكرة السودانية من الدوليين من أسد البراري الذين كانوا عماد المنتخبات: ومنهم حسبو الكبير وحسبو الصغير وقسم السيد الترانزستور وبكري بخيت وعمر خواجة ومحمد فضل الله والنور عبد القادر وعبد الكافي والقائمة طويلة. نقطة.. نقطة؟! أسد البراري على أعتاب الصعود للممتاز وهذا يتطلب وقفة من جميع أهل البراري وتناسي خلافاتهم وتكتلاتهم، وهي نفس الوقفة التي صعدوا بها للممتاز قبل مواسم، وكانت مسيرات جماهيرهم لعطبرة حيث المحطة الأخيرة للصعود وقدموا ملاحم وشهداء ما كان لهم التفريط والهبوط ولكن هذه فرصة العودة. يبدو أن الأزمة الإدارية التي ضربت النادي في الأسابيع الماضية قد انتهت وسحب المستقيلون استقالاتهم وانقشعت سحابة الخلاف، فلتكن هي خطوة حتى يمضي الفريق فيما تبقى من مبارياته في طريقه للممتاز. أقسم وأبصم بالعشرة أن نادي بري حتى شكله الحالي ومساحته الحالية هو الأفضل والأكبر والأجمل من بين جميع أندية السودان، ويقارن ببعض الأندية العربية الكبيرة.. وفي كل مرة نسمع من الإدارات عن أفكارها ومشروعاتها في الاستغلال الأمثل لهذا النادي ولكن رويداً رويداً.. لا نجد إلا القليل من ترابيز لعب الورق.. ولا أثر للنشاط الثقافي الكبير الذي كان قد وضع له برنامجاً حافلاً المخرج الراحل بدر الدين هاشم رحمه الله.