أكمل منتخبنا الوطني آخر مشهد في فيلم الفشل الذي أنتجته الكرة السودانية برعاية ومباركة الاتحاد العام للكرة هذا العام. ولم تفاجئنا نتائج المنتخب الذي أدمن على تلقي «الثلاثة» ولا جديد في ذلك سوى أنها جاءت من منتخب مغمور جداً وفي عقر دارنا وكفلت لنا احتلال مؤخرة ترتيب المجموعة وهو ما يعني مزيدًا من التدحرج على مستوى تصنيف الاتحاد الدولي «فيفا». هذه النتائج المخجلة ما كان لها أن تحدث لو كان قادة الاتحاد مهمومين حقاً بتطوير الكرة والارتقاء بمستوى منتخباتنا وأنديتنا وليس «مرمطتها». الاتحاد الذي استلم مقاليد إدارة اللعبة بالبلاد لدورة أخرى ما هي الأسباب التي كانت وراء إعادة ترشيحه وماذا قدم خلال دورته الأولى؟ النجاحات التي حققها منتخبنا على قلتها يرجع الفضل فيها لاجتهادات إدارات الأندية المشاركة إفريقياً في إعداد فرقها بمعسكرات ومباريات تجريبية تضيف الكثير للاعبين وتعطي مؤشرات واضحة للأجهزة الفنية لمستويات فرقهم، فهل سمعتم بمعسكر طويل لمنتخبنا الوطني بغرض إعداده لاستحقاقات دولية؟ وهل فاجأنا الاتحاد ببرمجة للدوري تستند لجدول المنتخب واستحاقاته ومبارياته الودية الإعدادية في الأيام التي يخصصها الفيفا عادة للاتحادات الوطنية لإعداد منتخبات بلادها للمنافسات؟ كل ما يفعله اتحاد «الكنكشة والكدنشة» هذا هو اختيار عشوائي للاعبين غالبيتهم من فريقي القمة ومن ثم تجميعهم قبل يومين أو ثلاثة لأداء تدريب أو اثنين والنتيجة خيبة وفشل. نجزم أنه لولا سياسة التقشف التي عاشتها أندية القمة وجملة المنعرجات التي مرت بها إداراتها ما بين مجلس مستقيل ومجلس تسيير في المريخ واستقالات وطعون في شرعية مجلس البرير لما خرجت أنديتنا المشاركة إفريقياً وبالتالي منتخبنا الذي يستمد قوته من مشاركات هذه الأندية فقط ولا يد له كما نعلم في إعدادها. الاتحاد لا يهتم بمنتخبه، هذه حقيقة لا يتناطح عليها عنزان، وقادته منشغلون بالكراسي الوثيرة والسفريات والنثريات ويتركون أمر المنتخب لأمين ماله ومدرب مغلوب على أمره، الأول يجيد تنظيم معسكرات لأجل أن يقال إن المنتخب «في معسكر» وما فضيحة معسكرات أسمرا ببعيدة، والثاني لا هم له سوى إرضاء القمة بلعبة الموازنات التي قصمت ظهر المنتخب وحطمت كثيرًا من اللاعبين الطموحين الذين لا فرصة لهم في وجود «ديناصورات القمة». لن ينصلح حال المنتخب ما لم يتغير النهج المتبع في اختياراته وتحضيراته وإدارته فنياً و مالياً. ولن ينصلح حال كرتنا ما لم يعترف قادة الاتحاد بسوء الأداء وارتكاب أخطاء مؤثرة تسببت في إحباط لاعبين اجتهدوا بما توفر لهم من إمكانات في تجاوز بطل إفريقيا في الملعب وخسروا جهدهم لأن قادة الاتحاد يجيدون حساب سعر الدولار مقابل الجنيه ولا يعرفون كم بطاقة نالها لاعب يمثل الوطن. لن ينصلح حالنا ما لم تصغر المناصب في أعين هؤلاء ويستلهموا الدروس من الجارة إثيوبيا التي كنا نتخطاها «رايح جاي» وبسهولة واليوم تنافس على بطاقة التأهل للنهائيات بالبرازيل. لم يفقد المنتخب الإثيوبي فرصة الوصول للمرحلة الأخيرة حينما سحبت ثلاث نقاط من رصيده ورغم ذلك تقدم قادة اتحاده باستقالاتهم من أجل المنتخب والوطن ففعلت هذه الاستقالة فعل السحر في نفوس لاعبي المنتخب وحققوا المراد بالعبور للمرحلة الأخيرة والفاصلة. حاجة أخيرة