٭ منذ انطلاق بطولة الدوري الممتاز في العام 1996م شكلت أندية بورتسودان وكسلا حضوراً دائماً في بطولة الممتاز والمراحل الختامية للدوري العام المؤهل للبطولة الأولى في البلاد. ٭ ففرق كحي العرب والهلال والمريخ بورتسودان والميرغني والتاكا الكسلاويين كان لها قصب السبق في الظهور على خريطة الدوري الممتاز وفي خطف الأنظار من فرق المقدمة، وكثيراً ما تحكمت في مسار اللقب. ٭ ثم، وبدون سابق إنذار تراجعت أندية الشرق وتساقطت الواحد تلو الآخر حتى اختفت جميعها من جدول المنافسة، ومعها اختفى الجمهور «الشرقاوي» الرهيب العاشق لأنديته. ٭ جمهور الشرق عموماً دون غيره، مميز بتحيزه لأنديته حد الجنون، ومع ذلك يحسن السلوك ولا يخرج عن الروح الرياضي حتى وهو خاسر، وكم من مشهد وحدث زاد من عظم احترامنا لهذه الجماهير الطيبة. ٭ غابت فرق الشرق عن الممتاز وغابت معها «رجفة» فرق القمة من السفر إلى بورتسودان وكسلا و«الجرسة» السنوية من مقابلات السوكرتا أو هلال الثغر والأنيق والتاكا. ٭ نكتب اليوم لانحيازنا جغرافياً وإثنياً لتلكم البقاع الغالية ولانحيازنا للعبة الحلوة التي تميز كرة القدم في الشرق عموماً والأجواء التي تقام فيها المباريات. ٭ الحضور الجماهيري الكثيف أهم سمات الملاعب في شرق السودان ولا تقل نسب المشاهدة حتى إن كانت المباراة تلعب على ملعب للروابط أو الدرجات الدنيا، فتحيُّز الجمهور هناك للمتعة وهي حاضرة في كل الملاعب والذاكرة تزخر بالكثير من الأسماء التي كانت بوابتها للنجومية ملاعب الشرق. ٭ ثورة العودة للواجهة يقودها في الموسم الحالي ناديا الهلال وحي العرب البورتسودانيين بعد نجاحهما في العبور للمرحلة الأخيرة للتأهيلي، ونتوقع أن ينجحا في العودة للممتاز بما يملكانه من خبرة وجماهيرية مقارنة ببقية منافسيهم. ٭ فشل خلال المرحلة السابقة نادي السهم القضارف في حجز مقعد في المرحلة الأخيرة. والسهم رغم ما وفرته إدارة ناديه وحكومة الولاية لممثل الولاية من دعم فاق الأربعمائة ألف جنيه، وتدعيم الفريق بمحترفين، نقول رغم ذلك فشل السهم الذي قاده فنياً المدرب صبري الحاج في تحقيق آمال أبناء القضارف في رؤية ممثل للولاية في المنافسة الكبرى «الممتاز» بعد هبوط الموردة أول وآخر ممثل للقضارف في الممتاز. ٭ ما تتداوله مجالس القضارف أن أكبر أسباب الغياب الطويل للولاية من مسرح الممتاز هو جمهور المدينة نفسه، فالحساسية العالية بين مشجعي الأندية غالباً ما تصب في مصلحة خصوم الأندية التي تمثل القضارف، واستدلوا بالمواجهة الأخيرة لسهم القضارف أمام ضيفه حي العرب بورتسودان حينما انقسمت جماهير المدينة بين مشجع للسهم ومتعاطف مع حي العرب! ٭ ننتظر أن تتصف جماهير المدينة بروح الجماعة وأن تجعل انتماءها للقضارف أكبر من صراعاتها الصغيرة، وليكن همها الأول هو وضع اسم «قضارف الخير» في الواجهة، فالكسب حينها ليس للسهم أو الموردة أو غيرهما من الفرق، بل الرابح الأكبر هم أنتم. حاجة أخيرة كل ما بعدنا نجيك راجعين يجيبنا الشوق وريحة الطين ومن أجلك نعمل متكاتفين