كثيرًا ما واجه الموسم الزراعي مشكلات ادت بصورة أو باخرى لتدني الانتاجية وخروج عدد من المحاصيل الزراعية من دائرة الانتاج ولكن في اغلب الأحيان فإن التمويل يمثل العقبة الرئيسية أمام المزارعين، والمتابع للموسم الشتوي الحالي فقد شهد عددًا من العقبات والتي تمثلت في دخول كميات من تقاوي القمح غير المطابقة للمواصفات ظهرت آثارها بضعف نسبة الإنبات بجانب ارتفاع سعر الجازولين في الآونة والذي يعتبر عقبة حقيقية امام الانتاج الزراعي، كما شهدت اسعار المدخلات ارتفاعًا كبيرًا ساهم بدوره في تدهور الإنتاج فرغم التطمينات التي أكدتها وزارة الزراعة الاتحادية توفير كل المدخلات الزراعية مع زيادة المساحات الزراعية لبعض المحصولات إضافة للتركيز على محصولات القمح وزهرة الشمس، ولكن واقع الحال غير ذلك، فقد اشتكى العديد من مزارعي ولاية الخرطوم من ارتفاع اسعار المدخلات بجانب مشكلة ارتفاع اسعار الجازولين حيث أوضح الامين العام لاتحاد مزارعي ولاية الخرطوم صديق علي أن الموسم الشتوي شهد انتاجية عالية في كل المحصولات لافتًا إلى وجود مشكلة ارتفاع اسعار الجازولين والتي وصفها بالخطرة لما لها من تأثير على الانتاج، وطالب الدولة بضرورة توفير كميات من الجازولين لإنقاذ الموسم والذي استهدفت زراعة «600» ألف فدان، ومن جانبه أوضح الناطق الرسمي باسم مشروع الجزيرة والمناقل جمال دفع الله خلال حديثة ل «الانتباهة» أن الموسم الشتوي بالولاية يسير بصورة جيدة لافتًا إلى استهداف زراعة أكثر من «125» ألف فدان قمح و«50» ألف فدان بصل و50 ألف فدان خضروات شتوية و20 ألف فدان بساتين و80 ألف فدان قطن و400 ألف فدان ذرة مضيفًا أن الموسم شهد تحسنًا بالموقف بعد الرية الخامسة مؤكدًا ارتفاع انتاج القمح، وتوقع أن يبلغ انتاج الفدان 20 جوالاً لتوفر كميات من الأسمدة والتقاوي من الجهات المختصة بجانب انخفاض درجات الحرارة والتي ساهمت في رفع الإنتاج، ومن جهته اشتكى مزارعو ولاية نهر النيل من وجود عدد من المشكلات التي اثرت على سير الموسم بالولاية، حيث أوضح المزارع فضل المولى الامين أن الموسم الشتوي يمكن وصفه بالفاشل لافتًا إلى عزوف عدد من المزارعين عن الزراعة لارتفاع اسعار المدخلات والأيدي العاملة بسبب التعدين الاهلي للذهب بجانب عدم توفر الجازولين إلا بالسوق الاسود إضافة للاسمدة والتقاوي والآليات الزرعية، واشتكى من عدم توفير الجهات المعنية التمويل اللازم للمزارعين خاصة البنك الزراعي للحاق بالموسم مؤكدًا اتجاه البعض منهم لتوفير التمويل من جهات أخرى «كالمستثمرين» وقال إن الزراعة بالولاية تشهد تدهورًا كبيرًا مبينًا أن المساحات الزراعية تقلصت بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وطالب الدولة بمعالجة المشكلة بالولاية، ومن جانبه أكد اتحاد مزارعي السودان الاتجاه لمعالجة مشكلات القطاع عبر وضع استراتيجية واضحة مبينًا أن الإنفاق على القطاع مازال دون الطموح خاصة ميزانية العام 2014 والبالغة 5% فقط، ومن جانبه قلل الامين العام للاتحاد عبد الحميد آدم مختار من المشكلات التي تواجه الموسم الشتوي الحالي والمتمثلة في عدم توفر الجازولين مشيرًا لتوفر كميات كبيرة منه مبينًا ان المشكلة تتركز بالمركز فقط لافتًا الاتجاه لكهربة المشروعات الزراعية خاصة بالولايات النيلية بهدف تقليل التكلفة أكثر من 60%.. فيما ارجع خلال حديثه ل «الانتباهة» مشكلة ارتفاع المدخلات لعدم استقرار سعر الصرف وارتفاع التضخم باعتبارها ظاهرة مرادفة للتغيرات الاقتصادية، ونفى وجود مشكلة تواجه التمويل للموسم مبينًا أن البنك الزراعي أعلن سياسته التمويلية منذ شهر أكتوبر الماضي مرجعًا المشكلة لعدم اكتمال الاجراءات التمويلية أو عدم توفر الضمانات في بعض الولايات، وارجع عبد الحميد تقلص المساحات الزراعية بعدد من المشروعات خاصة محصول القمح لتقلص المساحات بولاية الجزيرة بسبب تقاوي القمح حيث تخوف عدد من المزارعين مبينًا أن المستهدف «630» ألف فدان وتم زراعة «350» ألف فدان فقط أي بنسبة 55% من المساحة الكلية، وأكد أن المحصولات الشتوية الاخرى بلغت «5» ملايين فدان شملت محصولات الخضر والفاكهة وزهرة الشمس والفول المصري.