تشهد ولاية الخرطوم ازمة حادة في المواصلات منذ سنوات رغم جهود حكومة الولاية في حل الازمة من استيراد للبصات وتحويل المواقف، الا ان الازمة مازالت قائمة. وأخيراً كشف والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر عن اتجاه الولاية لاستخدام النيل للنقل النهري بعد اكتمال الدراسة الخاصة باستخدام النقل النهري وسيلة للمواصلات والسياحة بصورة تدريجية وعلى ثلاث مراحل، كاشفا أن 70% من سكان الولاية يستخدمون المواصلات العامة للتنقل، وشكا من قلة وسائل النقل العامة. وسعت الولاية لوضع مقترحات لحل الازمة، وأخيراً تم وضع دراسة خاصة بخطوط الطرق والتقاطعات والانفاق والكباري الطائرة للخمسة والعشرين عاماً القادمة، وأخيراً تم توقيع اتفاقية بين الولاية وشركة جياد الصناعية لتنفيذ مشروع لاستخدام النقل النهري وسيلة للمواصلات، وتشمل المرحلة الاولى توفير «15» بصاً نهرياً وإنشاء «13» مرسى على النيل تربط الاطراف بالعاصمة، وتبدأ المرحلة الاولي بعدد «5» مراسي بهدف حل الضائقة، وهناك عدد من الخبراء بين مؤيد ومعارض للفكرة باعتبار أن الولاية ليست مؤهلة لقيام المشروع. ومن جهته ثمن الخبير الاقتصادي عصام الدين بوب فكرة اصلاح النقل النهري في الخرطوم العاصمة الكبرى، وذلك مع الانفجار السكاني، فالخرطوم تكتظ بما يقارب عشرة ملايين مواطن، وتحتاج إلى وسائل نقل عديدة منها البري والسكة حديد والنقل النهري، وطالب بالسعي لتأهيل واعادة عمل السكة حديد والتفكير في انشاء مترو الانفاق، فيما اشار الخبير الاقتصادي فيصل عوض إلى أن المنظور الاقتصادي في ما يتعلق بالنقل النهري لا يساهم في حل ازمة المواصلات لاقتصار دورها على المناطق المتاخمة للنيل، خاصة انها مناطق بسيطة مقارنة بالمناطق الاخرى التي تعاني من ازمة المواصلات وكثافة سكانية عالية، وقال إن الامر لا يحتاج إلى استشهاد او استدلال، مضيفاً أن وسائل النقل النهري تحتاج إلى مبالغ نقدية كبيرة لشراء وسائل واعادة تأهيلها، لافتاً إلى عدم صرف مبالغ طائلة عليها لعدم وجود عائد من تلك الوسيلة، ووصف النقل النهري بالكارثة باعتباره وسيلة غير مجزية، وتساءل فيصل عن المناطق السياحية التي سوف يتم فيها انشاء مواعين للنقل النهري، مبيناً أن ولاية الخرطوم تعاني من مشكلة تضخم سكاني يفوق طاقتها التصميمية، مشيراً إلى أن ذلك يؤدي للتمركز السكاني بالعاصمة، وبالتالي إلى مضاعفة الأزمة الاقتصادية بالسودان والاثر السلبي على الصعيد الصحي والثقافي، وقال: لا ارى اية فائدة لاستخدام النقل النهري سواء لحل ازمة المواصلات أو لدعم السياحة بالخرطوم اقتصادياً. واكد الخبير الاقتصادي محمد الناير ان الاتفاق مع جياد والترتيبات التي سوف تتم بالداخل من خلال تصنيع بصات نهرية من انجح المشروعات، باعتبار ان النقل النهري يعتبر الارخص على مستوى العالم مقارنة بالنقل البري والبحري والجوي، مبيناً أن والمواطن سيستمتع من خلال التعريفة الارخص والجانب السياحي والترفيهي للشخص الذي لديه متسع من الوقت من حيث المناظر النيلية، إلا انه وصفها بالبطيئة. وأشار إلى انها قد تحل الازمة داخل الولاية اذا شملت مناطق النيلين الازرق والابيض والنيل حتى مقرن النيلين خاصة مواصلات ام درمان، مضيفاً أن النقل النهري لن يساهم في حل الضائقة، ولفت لضروة تأهيل القطارات والخطوط الدائرية والمترو. واضاف الناير ان النقل النهري يخدم المواطن على امتداد النيل فقط.