تذكرت مشهد الفنان عادل إمام في مسرحية (شاهد ماشفش حاجة) وهو مع حاجب المحكمة وقصة (الكوكولا)، وانا أتابع احداث بورتسودان الايام الماضية. والمشهد الذي تذكرته تحديداً حينما قال عادل امام للحاجب (سايبنا الشقة كلها وساكنين في اوضة). الحاجب البسيط لم يكن يملك شقة وإنما غرفة وحيدة يسكن فيها مع زوجته واولاد السبع وام زوجته. لم يكن له شقة كبيرة ليخصص لكل واحد من افراد اسرته غرفة وانما هي غرفة وحيدة تسعهم جميعهم. وما دعاني لتذكر ذاك المشهد هو اقدام والي البحر الاحمر على تجفيف بعض المدارس العريقة ليستفيد من ريعها في الاستثمار. عجيب والله امر والي البحر الاحمر يترك كل المساحات الشاسعة في بورتسودان والبحر الاحمر ليجفف مدارس عريقة في وسط المدينة. بورتسودان شهدت خلال الايام الماضية احداثاً متلاحقة بدأت بوقفات احتجاجية وانتهت برشق بالحجارة لموكب الوالي. مكابر من ينكر ان الاخ محمد طاهر ايلا حقق ما عجز عنه الولاء السابقين في مدينة بورتسودان. تغير الحال في المدينة الساحلية (بالاسفلت) والا نترلوك، ولكن واقع البشر لم يتغير. شهدت المدينة نظام ونظافة ولكن للاسف الشديد هذا النظام لم يطبق الا على الكورنيش والسقالة وغيرهما من مناطق الجذب السياحي. اشتغل ايلا في الكورنيش واهمل قرى اربعات ومدنها، وترك اطراف عاصمة الولاية يحلمون بالخدمات. اراد ايلا تجفيف مدارس عريقة والولاية وعاصمتها مليئة بالمساحات (الفارغة) التى يمكن الاستفادة منها في الاستثمار. وخطوته تلك وجدت الاستهجان والرفض من قطاعات عديدة بعضها يحسب على المؤتمر الوطني. شهدت الايام الماضية وقفات احتجاجية على قرار الوالي واصدرت بعض قيادات الوطني بيان ترفض فيه خطوة الوالي. الوقفات الاحتجاجية لم تأتِ بجديد وكان التطور برشق موكب الوالي بالحجارة الذي قاد الى احداث قد تتطور ان لم يحسم الموضوع. بعض اهل الولاية حمل لافتات كتب عليها (الاقالة ولا الاستقالة). اهل البحر الاحمر او قطاع كبير منهم وصل الى نهاية (حده). الاخ ايلا يعلم ان الولاية ليست هي بورتسودان فقط وان الخدمات حق لكل مواطني البحر الاحمر ولكن واقع الحال يقول غير ذلك. نعلم ان الكثيرين كانوا يقفون مع الرجل في أيامه الاولي ولكنهم الان يقفون ضده لممارسته الخاطئة في ادارة شئون الولاية. فالتنمية تقتصر فقط على ساحل بورتسودان وليس ساحل البحر الاحمر، والصحة على سؤاتها تتوفر فقط في وسط العاصمة وكذلك الطرق والمياه و....و..... وقائمة طويلة من الخدمات تتوفر فقط في وسط العاصمة. ووسط بورتسودان يعيش فيه الوالي وصحبه واهل (الطرب) لمهرجانات السياحة. غداً بحول الله نكتب عن الشيخ الذي تحدث عن مهرجانات السياحة والرعية تبحث عن الماء، ونتحدث عن القيادي بالمؤتمر الوطني (سابقا) والذي انتقد تلك المهرجانات في اعوامها الاولي ومدى تأثيرها على (المشروع الحضاري).