شاهدت في إحدى الفضائيات العالمية خبراً جميلاً مصوراً لإحدى القرى التركية الكبيرة لا يوجد فيها ولا شخص واحد يتعاطى التبغ بكل مشتقاته أو يدخن! والأكثر إثارة للدهشة والإعجاب أن سكان تلك القرية المتميزة عالمياً تواثقوا على ذلك وكتبوا لافتة كبيرة عند مدخل القرية الكبيرة يمنع التدخين حتى للزائرين أو الأغراب. واستمعت قديماً لرواية سودانية متداولة عند أكثر الناس عن أن التمباك والسجائر كانا ممنوعين بتاتاً بالجزيرة أبا. والطرفة كانت تقول إن شخصاً عُثر عليه «سافي»، فاقتاده الأنصار خارج الجزيرة أبا ليبصق «السفة» حتى لا يدنس البلدة!! الغرابة في الروايتين التركية والسودانية هما من نوع الغرابة المحبوبة الإيجابية الصحية. لكن ثمة غرابة «سلبية» يحزن لها الإنسان ويشمئز منها الذوق السليم. تلك تتمثل في ما ورد بالمسح الميداني الذي أُجري على جامعة سودانية كبيرة ومشهورة، فقد جاء في خبر أوردته «الإنتباهة» هذا الأسبوع يقول: «أظهر مسح ميداني لتعاطي التبغ بإحدى الجامعات المشهورة بالخرطوم أن «319» من أفراد العينة طلاباً وطالبات يتعاطون التبغ وتتراوح أعمارهم بين «18- 25 عاماً». وأشار المسح إلى أن «44%» من المتعاطين إناث!! وأكدت الدراسة أن «21%» من المتعاطين يدرسون الطب و«20%» بكلية الشريعة والقانون!! ولفتت الدراسة إلى ارتفاع نسبة تعاطي التبغ وسط الإناث بنسبة «26%». وإذا استمر القارئ في متابعة تفاصيل الخبر تجد الدهشة تحرك شعر رأسه وأحياناً تشد من شعر حاجبيه. لكن المثير الجميل في القرية التركية التي حرمت التبغ ومشتقاته هي أنها ربطت ذلك بشروط الزواج أيضاً، وصمدت القرية على هذا منذ عشر سنوت وحتى يومنا هذا. طرفة سودانية قديمة تقول إن التمباك كان مستشرياً في بعض المجتمعات حتى النساء العجائز، وصادف أن أحد الرجال كان «سافي» ويجلس في مركبة عامة وبجواره عند الشباك عجوز كانت «لابدة وساكنة» فاستأذنها قائلاً: «يا خالة لو سمحتي أنا عاوز أقعد جنب الشباك عشان أنا بسف»!! فردت عليه بمساخة:«نان قالوا ليك ألفي خشمي دي حلاوة كراملاااا»!! الخطورة تكمن في أن العادة تجددت حتى شملت الجامعات وشبابنا، بل والشابات والعياذ بالله. والله يستر على الشبابيك!!