لم يكن ذلك الصباح.. صباحاً عادياً.. بل كان صباحاً استثنائياً.. ببساطة كِدَا.. العبد لله طوّل ما شاف ليهو مجنون في الشارع وكمان مع صباح الرحمن.. وما عارف هل أنا بقيت (منقطع النظير) من حوامات الخرطوم واللا المجانين صدّروهم للخارج.. اللا الجماعة مسكوهم وضيوفهم في المصحة والتجاني.. واللا المجانين ذاتهم غيروا رأيهم وقالوا أحسن نكون عاقلين؟ .. حقيقة أنا ماعارف.. الحاصل شنو.. مع إنو زماااان في كل بلد بيكون في مجانين معروفين زي نجوم الكورة والفنانين وكده!! بصراحة انا نسيت ناس مجنون وجن وحاجات زي دي ما عارف ليه؟ يمكن المشاغل وزي ما بيقولوا كل زول بي همّو.. فالزول الذّكّرني ماضي بعيد دا زول بره الشبكه ماشي مع صباح الرحمن في شارع رئيسي في العمارات.. والمصيبة إنو في اللحظه ديك ما عندو أي علاقة بمصانع النسيج كُلّوكُلّو.. (لابس من غير هدوم) زي ما بيقول عادل إمام... حقيقة رغم المفاجأة المذهلة دي والزول طبعاً بقى ما مسؤول عن نفسو رغم كلام الناس إنو (المجانين في نعيم) لكن حالتو أقرب للجحيم.. وبقيت أفكر فيهو وفى الزيّو.. وهل الواحد ممكن يصل المرحلة دي ومتين وليه ؟ .. فقد (الجوهرة) بتاعتو أقصد مكنة الكنترول والناس الوصلوا المرحلة في خرطوم الجن دي كم.. وعدد الناس المحتاجين للعلاج كم.. وهل الجنريترات ديل زايدين كل سنة والا بتعالجوا والسبب شنو..؟ استهبال.. شاكوش.. طلع ملوص من الدنيا.. ما عندو مستقبل.. بتاع مخدرات وبنقو.. وهل مستشفياتنا قادرة على العلاج واعادتهم مرّة أخرى لساقية الحياة المدورة؟ واللا حتعتبرهم فاقد دنيوي على وزن فاقد تربوي.. والعلاج أصلاً موجود.. واللا (بح) مافي.. (نَهي بالهندي) غالي واللا رخيص.. واللا أهاليهم مربطنهم في الحديد وما خصاهم.. وكم منهم إتعالجوا بالدواء وكام بالسيطان عند المشايخ.. خاصة وعندنا المثل الشعبي البقول (الجن بتداوى.. الكعب الاندراوه). معليش أنا اندلقت فيك بالكلام دا.. لكن تتفكر إني جنّيت ؟ ، لكين الظهور فجأة قدامي في الصباح زي ضربة الجزاء في آخر الدقائق كده لخبط لي كياني.. زي واحد كِدَا ودّوهو للعلاج بعد ما ركب الصعب.. ومن ودّوهو الزول يكورك ويرفس ويضرب ويعمل مشاكل جوه العنبر على الحاله دي لحد ما أخوه يجي من هناك ويرفع ليهو ورقة دولارية خضراء اللون (زي الكارت الأصفر) الزول أعصابو تروق ويهدّى اللعب وممكن يغني كمان قبال ينوم بدون منوّم كمان!! الجنون العربي الفصيح كده يقابلك في أي حته مع الظروف البطّالة دي وما تفتكر المسألة دي محصورة في ناس معينين.. جهلاء.. بسطاء.. فقراء.. لا أبداً .. كل زول جنّو على مقاسو.. زي صاحبنا الخريج الجامعي الملتزم البصلي بالناس في الزاوية (المسيد) الجنبهم.. قام اتلخبطت اسلاكو وسلوكو وطلع بره الشبكة القوميه.. ودهو المصحّة عالجوه وضبطو كهربتو وجاء راجع.. الناس اطمأنوا عليهو.. وقدّموه للصلاة.. صلى صلاة تامة كاملة صحيحة.. وبعد السلام الدعاء.. إتلفت للزول البي وراهو طوّالي وسألوا: آها.. رأيك شنو في صلاتي دي.رد عليهو: والله مافي كلام.. ما شاء الله.. تبارك الله.مولانا .. قال ليهو: دي حالتا بدون وضوء!!