(3) آلاف دولار سعر الطن العالمي الخرطوم – نجدة بشارة لم تملك أمريكا بكل سلطتها التي ضيقت بها الخناق اقتصادياً على السودان زهاء ال(25) عاماً خلت سوى أن تنحني أمام مصالحها وحاجتها للصمغ العربي الذي خص الله به السودان من وفرة الإنتاج، حتى أصبح المصدر الأكبر عالمياً ليغطي الاستهلاك بحوالي (85 – 90%) من الطلب العالمي. وأكد الأمين العام لمجلس الصمغ العربي "د. عبد الماجد عبد القادر" ل(المجهر) ارتفاع أسعار الصمغ العربي في الأسواق العالمية مؤخراً مع تزايد الطلب على السلعة عقب انتشار مرض إيبولا في دول غرب أفريقيا مما أفقدها حوالى (20%) من جملة صادراتها التي تغطي بها حاجة السوق العالمي، وازداد الطلب على السودان بزيادة فاقت (50%) من معدلات الطلب عليه للسنوات السابقة.وكشف "عبد القادر" أن السودان يتجه العام المقبل لتصدير حوالى (100) ألف طن من جملة الإنتاجية المقدرة لهذا العام بحوالى (110) ألف طن، فيما أكد أن حجم الصادر بلغ حتى بداية هذا الشهر حوالى (60) ألف طن، وقال إن سعر الطن حوالى (3) آلاف دولار في الأسواق العالمية بعائدات بلغت جملتها حوالى (150) مليون دولار بزيادة (20) مليون دولار عن صادرات العام 2003م، حيث بلغت حوالى (130) مليون دولار، وأرجع "د. عبد الماجد" ارتفاع الطلب على الصمغ مؤخراً إلى إعلان مؤسسة الأغذية والأدوية الأمريكية عن التوسع في استعمالات الصمغ العربي وتصنيفه في قائمة المدخلات الغذائية لهذا العام، بجانب إدخاله كمكون رئيس في صناعة الأدوية.وكان المسؤول الاقتصادي بالسفارة الأمريكية "ايزاميل" قد أكد أن التعاون في المجال الزراعي هو المدخل الوحيد لتحسين العلاقات بين "السودان" و"أمريكا"، كاشفاً عن مساعٍ حثيثة لحلحلة المشاكل العالقة بين التحويلات المالية لاستيراد الصمغ مباشرة من السودان.فيما أشار "عبد القادر" إلى عقبات ومعوقات داخلية وخارجية تحد من زيادة الصادر منها عدم توفير التمويل اللازم، وقال إن محفظة الصادر يتم تمويلها بحوالى (500) مليار وصغار المنتجين بحوالي (20) ملياراً، بجانب محفظة تصدير الصناعات بحوالى (30) ملياراً، وأضاف: هذا التمويل ليس كافياً لزيادة الإنتاجية خاصة وأن السودان يشغل (10%) فقط من المساحات المتاحة لقلة الإمكانات، في حين أن المقدر أن يتيح السودان ما لا يقل عن (300) ألف طن، واعتبر أن قلة العمالة في قطاع إنتاج الصمغ أحد المهددات خاصة وأن (الطق) يبدأ متزامناً مع حصاد المحاصيل النقدية الأخرى مما يخلق منافسة بين المزارعين على حصاد المحاصيل النقدية.فيما كشف عن تهريب للصمغ بلغ قرابة (25) ألف طن إلى دول الجوار.والجدير بالذكر أن الصمغ العربي يعتبر أحد المنتجات القليلة التي استثنتها أمريكا من العقوبات المفروضة على السودان، وكان يعود على السودان بحوالى (16%) من جملة الإيرادات بالعملة الصعبة قبل أن يتجه السودان لصناعة النفط، وحسب بيانات الهيئة القومية للغابات، فإن حزام الصمغ العربي يشمل خمس مساحة السودان قبل الانفصال ويغطي حوالى (11) ولاية قبل أن تتناقص المساحات الغابية بحوالى (11%) من المساحة المقدرة بالبلاد عقب الانفصال.