اتهم رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت نائبه السابق رياك مشار الذي تمرد عليه نهاية العام الماضي بتعطيل الاستثمار في الدولة الوليدة، وقال إن نشوب حرب في بلاده لم يكن متوقعاً بعد انتهاء القتال مع السودان. وقال سلفا كير الذي كان يخاطب إفطاراً رمضانياً أقامته رئاسة الجمهورية للمسلمين في جوبا، إن مشار أصبح اليوم لاجئاً، وأضاف قائلاً: «في عام 1991م أعلن التمرد من الناصر، واليوم عاد إليها مرة أخرى». واستنكر كير هجوم قوات رياك مشار، الأحد الماضي، على منطقتي ناصر وأيوت، مجدداً دعمه لعملية إحلال السلام في البلاد، وقال: «نريد أن يرتاح المواطنون من الحرب ويأتي المستثمرون لتنمية البلاد»، لافتاً الى أن مؤتمر الاستثمار الذي دعت له حكومته عام 2011م شارك فيه أكثر من مئتي مستثمر أجنبي، اتفقوا على العودة مرة أخرى للبدء في المشروعات الاستثمارية عقب أعياد الكريسماس، إلا أن ما فعله مشار أجَّل كل ذلك، وقال كير إن نائبه السابق سعى للاستيلاء على عدد من المناطق ليدخل بها جولة المحادثات، إلا أنه فشل، معلناً تخلي الجيش الشعبي لقوات مشار عن منطقة «أكوبو» بجونقلي بعد تدخل الوساطة الإفريقية. وتبرع رئيس دولة الجنوب بمبلغ «200» ألف دولار للمسلمين في دولته كمنحة لإجراءات الحج هذا العام، وبلغت نسبة المسلمين في جنوب السودان وفقا لآخر إحصاء رسمي تم إجراؤه منتصف ثلاثينيات القرن الماضي على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني آنذاك 18% مقابل 17% للمسيحيين، بينما يشكل اللادينيون 65%، لكن منظمات إسلامية في جنوب السودان تقول إن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، موزعين على معظم القبائل الموجودة في الشمال، ولا سيما الدينكا، وتضم دولة جنوب السودان نحو «65» مسجدًا موزعة على مختلف الولايات. وحيَّا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في دولة الجنوب الفريق الطاهر بيور، سلفا كير الذي درج على الدعوة للإفطار سنوياً، لافتاً إلى التشتت وسط المسلمين، مشيراً إلى أن هنالك أناساً يتبعون سياسة عمياء دون النظر لمصلحة البلاد، مناشداً إياهم الرجوع إلى خط المسلمين، وأضاف بيور قائلاً: «نحن قطعنا عهداً بأننا لن نخون عندما صوتنا ليكون الفريق أول سلفا كير ميارديت رئيساً للجمهورية»، مؤكداً عدم الاتجاه لخيانته. وطالب بيور رئيس الجمهورية بالتدخل تجاه ما وصفه بنهب أراضي المسلمين وهدم المساجد، وقال إن هنالك مسجداً للمسلمين بضاحية «سوق ستة» تم نهبه، إلى جانب مسجد آخر بحي «جبرونا» جرى هدمه، وقال إن المسلمين شركاء في البلاد وأصحاب مصلحة بالدولة، ومضى قائلاً: «لهذا السبب نرفع كلامنا لرئيس الجمهورية»، مناشداً المسلمين الوحدة فيما بينهم . الانتباهة