مهما كانت نتائج العصيان المدني نجاح أو فشل و مهما كانت نهاية خطوات التعديلات القادمة و سواء تم التوافق علي تعيين رئيس وزراء و تم إختياره أم لا . سواء إكتمل الحوار الوطني و وزعت المواقع والمناصب أو لا فإن أزمة السودان ستظل قائمة . أزمة السودان الكبيرة هي تحت الناس و بين أرجلهم الأزمة في الأرض و زرعها اليوم تنعم البلاد بموسم خريف ممطر و موسم زراعة واعد إذا إكتمل وحقق الموسم الزراعي نتائجه المرجوة فإن أزمة السودان الأولي و الأساس ستحل ستحل قضية التفاعل و التوتر حول الحكم و قضية سعر الصرف و العلاج و الدواء و المدارس و غيرها و لكن هل ستحل المشكلة ؟ كم من موسم نجح و لكن لم تتحقق النتائج المطلوبة ينعم علينا الله سبحانه تعالي بالأمطار و نخيب في تحضير الأرض أو توفير البذور و إذا توفرت تأتينا عقبة المبيدات ثم الحصاد و قد تحل أزمة في وفرة الخيش و المخازن و إذا خرجنا من هذه نقع في تدني الأسعار و التأخر في دعم المنتج و تركيز السعر و بعد هذا نواجه أزمات التسويق في الداخل و وضع الأسعار المناسبة للمنتج و المستهلك و في الخارج ستواجهنا أزمة الصادر و ضياع حصائل الصادرات . وأغلب هذه ألأزمات تتكرر و لا نتعلم كيف نتخطاها و كيف نؤسس لموسم غزير الإنتاج جيد الحصاد مقبول الأسعار واسع الصادر كثير عائده من الدولار في كل هذه الخطوات هنالك مكامن فساد تحتاج حسما و هنالك ضعف إداري و خدمة مدنية معطلة بل مهلكة و هنالك الرسوم و الجبايات التي توفر حاجة الولايات و المحليات و تدمر حاجة الوطن . لن يكون مقبولا و لا مستساغا بعد الإجراءات التي مضت أن يرفع دعم دون أن يكون هنالك إنتاج حقيقي بعائد واضح و مؤثر في الحياة و الحركة الإقتصادية أزمة السودان ليست سياسية و ليست دولية سنكون أقوياء في الداخل إذا أنتجنا و سنكون أقوياء في الخارج و لو وقعت علينا مقاطعة و محاربة . حلنا في أمنا الحنواء الأرض التي تجود علينا و ننصرف عنها نطأها و لا نصل خيرها ؟