توقفت امام مبادرة كبيرة لشباب طرحوا مشروعا قوميا لتكريم عالم الاثار السويسري شارل بونيه ؛؛؛ وفي تقديري اولا المبادرة واعية جدا وتستحق الدعم والمساندة فهي من حيث التوقيت مناسبة فهذا وقتها فمرور اكثر من نصف قرن (52) وليس 43 عاما كما هو متداول في بعض القروبات ومواقع التواصل الاجتماعي الاخري عن تاريخ قدوم شارل بونيه الي السودان ؛؛؛؛ المهم ان المناسبة تستحق الدعم لان الاحتفاء بالرجل صاحب السيرة الجهيرة والمجهود الاوفر في البحث والتقصي والتنقيب والتعريف بالاثار وحضارة كرمةه علي وجه التحديد وبالتاكيد هو ليس الاحتفاء والتكريم الاول له في السودان فقد تم تكريمه من قبل الدولة ومنح ارفع الانواط والاوسمة لكن تاتي أهمية هذه لبعدها الشعبي والوطني الذي حدث متزامنا مع الحراك الشعبي الواسع والانتباهة القوية التي احدثتها الزيارة التاريخية للشيخة موزا لمنطقة البجراوية والصدي الواسع لها و التفاعل الكبير معها وقد وحققت من الاهداف الكثير للسودان ما لو انه انفق الملايين في الدعاية لاثارنا لما حدث ؛؛؛ كما مثلت في نفس الوقت صدمة قوية لبعض الممسكين بملفات الاقتصاد والاعلام بدولة الجوار الشقيقة التي لم تحسن قراءة هذه الزيارة الا في الأطر الضيقة التي غلب عليها روح التنافس والغيرة، ، في المقابل ايقظت عند السودانيين روح جديدة وبعثت حرص واهتمام الكثيرين علي تاريخ بلدهم الذين اكتشفوا فجأة انهم يمتلكون ارثا ضخما ومستودعا حضاريا غير مكتشف بالنسبة لهم ؛؛ اذكر في العام 1999 قبل نحو عقدين من الزمان عندما شاركت في مهرجان تونس بفلم ارض الحضارات ، كان من ضمن مبررات لجنة التحكيم ومسوقاتها التي منحت بها هذا الفلم الجائزة الأولي انها ذكرت ان هذا الفلم اكتشف ان هناك اهرامات بالسودان؛؛؛ ولربما الزيارة الاخيرة للشيخة موزا. منذ سنوات كنت اعمل علي انجاز فلم وثائقي عن شارلي بونيه الي ان اكملته قبل اسابيع من عودته الي سويسرا وسيتم عرضه في رمضان القادم باذن الله ضمن السلسلة الوثائقية(ارض السمر). بقلم
